تعود الذكرى 16 لرحيل عميد أغنية الشعبي الشيخ الهاشمي قروابي (جانفي 1938- جويلية 2006) وقد ضبطت الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي، حفلا تكريميا بالمناسبة، يستقبله، مساء اليوم وغدا الأحد، قصر الثقافة مفدي زكريا في الجزائر العاصمة. وحسب رئيسة الجمعية حرم الراحل، شهرة قروابي، فإن الذكرى 16، تصادف تأسيس الجوق الشعبي الحراز، مدرسة الهاشمي قروابي المتكون من 13 عازفا وفنانا. وتشارك الفرقة في إحياء سهرتين إلى جانب عدد من الأصوات الجزائرية المعرفة والصاعدة. كما يقام معرض للصور خاص بالفنان الراحل، ومعارض مختلفة، وندوات فكرية، وعرض لأرشيف تلفزيوني. ويفتتح الفنان سمير تومي، اليوم، التظاهرة رفقة مجموعة من الوجوه الشابة، مثل غفران بوعاش، وهشام مزيان، وسليم سيد إدريس، وفايز غماتي، ودراجي سيد أحمد. وفي اليوم الثاني يشرف كل من نادية بن يوسف وعبد القادر شاعو على حفل الاختتام. وسيكون اكتشاف فرقة الحراز مجددا بعد أن صعدت على المنصة في اليوم الأول. وهذه التظاهرة برعاية وزارة الثقافة والفنون، وبالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وقصر الثقافة مفدي زكريا. والشيخ الهاشمي قروابي من مواليد حي المدنية بالجزائر العاصمة. التحق بالأوبرا وكان في الخامسة عشرة من عمره. وبعد الاستقلال برز بمجموعة من أغانيه التي أعادت الوهج للأغنية الشعبية في وقت كان التوجه العام في الجزائر، ميالا إلى الموسيقى الشرقية والروك أند رول. ومن بين أبرز أغانيه "البارح"، و"الورقة"، و"باب الماضي"، و"ألو ألو". وكان الفنان الراحل الحاج الهاشمي قروابي، شغوفا بكرة القدم. لعب موسمه الكروي الأخير في 1951- 1952 كجناح أيمن، لكنه كان مهتما بشكل خاص، بالموسيقى في بداية خمسينيات القرن الماضي. تميز الهاشمي القروابي، في الواقع، بصوت فريد للغاية، صوت عميق، ذي شدة عاطفية نادرة، سرعان ما أصبح رمزا لأسلوب كامل، يسمى "الحشماوي". وبدأ القروابي الذي يعتبر من أبرز مغني موسيقى الشعبي ذات الأصول الأندلسية، مشواره عام 1950. وأخذ يتردد اسمه اعتبارا من 1954 بعد أن غنى مرارا في المسرح الوطني بالعاصمة الجزائرية، وشارك في مسرحيات غنائية وأوبرات. وبفضل عبقرية الملحن محبوب باتي، ذاع صيته، واشتهر اسم الهاشمي قروابي، فاستطاع بحنكته أن يحول شهرة قروابي إلى رمز لسعادة عشاق الموسيقى والفن الشعبي الجزائري. واعتمد آنذاك على أغان جديدة، كتبها وأبدع في ألحانها الرائع المذكور آنفا محبوب باتي، مثل البارح، ويا الورقة. كما اشتهر بتفسيراته لقصائد الملحون، مثل يوم الجمعة، وكول نور والحراز. وبعد الاستقلال عام 1962، كان الحاج الهاشمي قروابي أحد تلامذة الحاج محمد العنقى عميد هذا النوع من الموسيقي، قبل أن يدخل عليه آلات غير معهودة في فنه، وأغاني خفيفة خرجت عن القصائد الطويلة المعهودة. وفي تلك الفترة لم تكن ملامح الأغنية الشعبية مكتملة بعد، وعليه كانت مجبرة على مواجهة غزو الأغاني الغربية والشرقية المصرية، وبالتالي كان لا بد من إيجاد مكان للنوع الجزائري. ولم يكن الشعبي في ذلك الوقت قويا بما يكفي، لأنه كان قائما على نصوص عفا عليها الزمن، وكان جمهوره مقصورا على احتفالات لعائلات الجزائر العاصمة.