تشهد مقابر بلدية قسنطينة، تشبعا، حيث بات إيجاد موقع للدفن أمرا شبه مستحيل، وفيه صعوبة كبيرة، ويحتاج إلى العديد من الاتصالات والاستنجاد بالمعارف والمسؤولين، في حين تضطر بعض العائلات لفتح القبور القديمة لدفن الموتى الجدد، كإجراء مؤقت، شرط موافقة جميع الأبناء. وتعرف جل مقابر قسنطينة، فوضى في الدفن وتداخلا بين القبور مع إغلاق عدد كبير من المسالك، ما جعل مهمة التنقل بين القبور صعبة، بل تكاد تكون مستحيلة. وما زاد الطينة بلة النباتات والأعشاب الضارة، التي نمت بطريقة فوضوية وأغلقت العديد من المسالك والمنافذ، حيث أصبح زوار المقابر خلال الزيارات الروتينية أو خلال عمليات الدفن في الجنائز، يضطرون للمشي فوق القبور. وأطلقت دائرة قسنطينة، مؤخرا، مشروع إقامة مقبرة جديدة بحي صالح بودراع، على أنقاض الشاليهات التي هدمت وحول أصحابها إلى سكنات لائقة بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث باتت فكرة إنشاء مقابر جديدة، هي الحل الذي سيقضي على مشكل الدفن في الولاية، حسب ما أكد رئيس الدائرة السيد شبوي جلول، ل"المساء" على هامش أشغال الدورة الثانية العادية للمجلس الشعبي الولائي، التي انعقدت بحر الأسبوع الفارط. وحسب رئيس الدائرة، فإن هذا المشروع سيسمح بإعادة تنظيم عملية الدفن وفق مخطط عمل، سيعتمد على تحديد مربعات الدفن، ناهيك عن ضبط سجل إلكتروني لكل عملية، يتضمن اسم الميت، وموقع القبر، ورقمه، وتاريخ الدفن، وتفاصيل أخرى، وهو ما أصبح يطلق عليه اصطلاحا بين المواطنين، بالمقابر العصرية، أو المقابر الذكية. ومن جهته، أكد السيد يوسف كرواز، صاحب مكتب دراسات أوكلت له مهمة إنجاز الدراسة الخاصة بمقبرة بودراع صالح الجديدة، أن العملية في مرحلتها الأولى من إزالة الردوم وتهيئة المساحة المخصصة لهذا المشروع، والمقدرة بأكثر من 8 هكتارات، مضيفا أن المقبرة الجديدة ستكون أكثر تنظيما من المقابر الموجودة ببلدية قسنطينة، خاصة من ناحية الممرات بين القبور. وحسب السيد يوسف كرواز، فإن تحديد قيمة المشروع الذي سيخفف الضغط عن المقابر المتشبعة، سيتم تحديده لاحقا، بعد استكمال الدراسة، مضيفا أن المقبرة الجديدة ستخضع لمعايير المقابر الحديثة، من تحديد لأماكن القبور وفقا مربعات منظمة، ووضع مسالك متسعة، تسمح للزائرين بالتنقل بسهولة داخل المقبرة. وقال إن مدة الإنجاز، هي الأخرى، ستحدد لاحقا، ولن تكون مدة طويلة بالنظر إلى طبيعة المشروع الذي يحتاج إلى أرضية مسطحة، أكبر قدر ممكن. للإشارة، فإن بلدية قسنطينة التي تضم 10 مندوبيات بلدية، تضم 13 مقبرة تمتد على مساحة تعادل 70 هكتارا، منها 6 مقابر أساسية، تعد الأكبر بالولاية، وهي المقبرة المركزية بوسط المدينة التي تمتد على مساحة 15 هكتارا، ومقبرة زواغي سليمان على مساحة 12 هكتارا، ومقبرة القماص التي تمتد على مساحة 4 هكتارات، ومقبرة بن الشرقي الممتدة على مساحة 1 هكتار، وأقل منها مساحة مقبرتي جبل الوحش وبومرزوق.