كان حارس مرمى بارعا قبل أن يلج عالم التعليق التلفزيوني حيث بات يحظى بشعبية كبيرة، أكد في عدة مناسبات بأنه لايكتب، لكن ماحدث للفريق المصري الأحد الماضي بالبليدة، حيث سقط أبوتريكة ورفاقه سقوطا حرا أمام "الأفناك" جعله يحمل قلمه مضطرا في مقال نشرته »المصري اليوم« في عددها الصادر أمس جاء فيه . أصبحنا أمام أمر واقع ومؤلم ومرير، نحن على أبواب الخروج من كأس العالم، هذه هي الحقيقة بلا رتوش أوعمليات تجميل، سنسمع كثيراً ونقرأ أكثر تصريحات من المسؤولين والفنيين تطالبنا بأن نبتعد عن لغة التشاؤم وأن نتفاءل لأن أمامنا 12 نقطة ومنتخبنا قادر على الفوز بها جميعاً مع الدعوات من الجميع بأن تتعادل زامبيا مع الجزائر فى مباراتهما، وأن تنجح رواندا فى تعطيل مسيرة الفريقين وأن تخفق زامبيا فى الفوز بإحدى المباريات، وهكذا دائماً وأبداً ننتظر الجود والكرم من غيرنا، ننتظر العطف من الآخرين، مع أن الأمور كانت بأيدينا وليست بأيدى الآخرين. ارجعوا إلى انتصاراتنا فى بطولتى أفريقيا 2006 و2008، لم ننتظر شيئاً من أحد، فقط كنا نحقق الفوز والانتصار على كل الفرق، الكاميرون وليبيا وكوت ديفوار وألغولا والسينغال، ولا ننتظر هبات أوعطايا من أحد، ثم بالله عليكم من ذا الذى يملك في يده فرصة للتأهل لكأس العالم ويتركها لنا حباً فى سواد عيوننا أوانحناء وإجلالا لمصر أم الدنيا، الواقع المرير يقول إنه بعد جولتين، هناك فريقان يتقدمان علينا بفارق ثلاث نقاط كاملة، والواقع يقول إننا خسرنا نقطتين ثمينتين على ملعبنا ووسط جماهيرنا أمام منتخب لم يحلم يوماً بالتأهل لكأس العالم، ولكنه الآن يفكر، وبقوة، فى الصعود لهذه النهائيات. والغريب أننا جميعاً لم نستطع أن نتفوه بكلمة واحدة خوفاً من اتهامنا بالعمالة والخيانة والوقوف أمام مسيرة المنتخب ومحاولة إيقاف المسيرة، ووافقنا طائعين لأننا نحلم بأن نلعب فى كأس العالم وحتى قبل المباراة الثانية السهلة أمام الجزائر المبتعد منذ سنوات طويلة حتى عن المشاركة فى بطولة الأمم الأفريقية، جلسنا مكبلى الأيدى والأفواه خوفاً من انتقاد معسكر أقيم فى عُمان فى درجة حرارة اقتربت من 50 درجة مئوية وفى أجواء احتفالية صاخبة من السفارة والوزارة والجميع، وتركنا المنافس يستعد فى فرنسا فى نفس الأجواء، ولكننا خرسنا تماماً ولم نتكلم حتى لا نتهم بتعطيل المسيرة والوقوف حائلاً أمام تحقيق حلم الوصول لكأس العالم الغائب منذ عشرين عاماً، ويبدو أن غيابه سيطول أكثر وأكثر من ذلك بكثير. والنتيجة أننا لعبنا أمام عُمان وفزنا عليهم وكالعادة صرفنا مكافآت الفوز عقب المباراة ب 24 ساعة، وصدقنا أنها كانت مباراة رائعة وأن الفوز أعاد لنا الثقة من جديد، وأننا ذاهبون للجزائر لالتهام فريقها وتصدر المجموعة من جديد، وصدقنا أنفسنا لأننا نريد أن نصدق، وانتظرنا جميعاً يوم السابع من جوان. ويبدو أنها أيام سوداء دائماً فى تاريخ مصر منذ عام67 وجلسنا أمام شاشات التلفزيون نحسب ونعد ونمني النفس بالفوز والانتصار أوحتى التعادل لأنه سيجعلنا نتساوى مع الجزائر، ولكن البعض غضب منا لمجرد أننا قلنا إن التعادل لا بأس به، فاعتقدنا أن الفوز مضمون وبدأت المباراة واكتشفنا عدة خرافات أولاها الحماس منقطع النظير للجماهير الجزائرية لنراها فى المباراة جماهير وديعة وهادئة، بل أحياناً كثيرة صامتة وخائفة من المنتخب المصري، أيضاً أكذوبة المحترفين فى المنتخب الجزائرى. فالمستوى متواضع أوعلى أكثر تقدير متوسط بلا أنياب ولا هجمات ولا فرص ضائعة، وفريقنا يرفض فرض أسلوبه عليه فأضاع شوطاً كاملاً فى جس النبض ومحاولة اكتشاف ثغرة للوصول إلى مرمى الجزائريين، والغريب أننا بعد أن اجتزنا المرحلة الصعبة ودخلنا فى أجواء المباراة، وأضعنا هدفاً واثنين، سلمنا المباراة بأيدينا للفريق الجزائرى مع بداية الشوط الثانى برجوعنا للخلف أكثر من اللازم وابتعاد الأباطرة الحضري وشوقى وزكي عن حتى نصف مستواهم، فسمحنا بدخول بدلا من الهدف الواحد ثلاثة أهداف كانت مرشحة للزيادة، وعندما شعرنا بالخطر هاجمنا وسددنا وسجلنا هدفاً لحفظ ماء الوجه. ولكن أبداً لن يحفظ لمصر مكانتها الكروية ولن يضمن لمصر مقعداً فى كأس العالم المقبلة فى مجموعة تضم فريقين كانت كل أحلامهما فقط التأهل لكأس الأمم الأفريقية، وهما الجزائر وزامبيا وفريق رابع لم يصدق أنه سيلعب مع بطل القارة الأفريقية وهو رواندا، وأصبح مكتوباً علينا الآن أن نصلي وندعو الله أن تخسر كل الفرق حتى نصعد، ويبدو أننا ننسى دائماً أنه يجب علينا أولاً تحقيق النصر فى مبارياتنا وهو ما عجزنا عنه حتى الآن ويبدو أن مشوار العجز سيستمر وسيطول.