أكد محللون وخبراء في المسائل الجيو-سياسية، أمس، أن القمة العربية بالجزائر كانت ناجحة من كافة النواحي، وستبقى معلما في سجلات تاريخ قمم جامعة الدول العربية، مشيرين إلى أن "هذا الموعد قد أكد، مرة أخرى، الدور المحوري للجزائر على الصعيد الإقليمي والإفريقي والدولي". في هذا الإطار، أكد الأستاذ والخبير في القضايا الجيو- سياسة، امحند برقوق، أن القمة العربية بالجزائر كانت ناجحة من الناحية اللوجيستية والتمثيل والتغطية الإعلامية والمخرجات"، موضحا بأنه "من الناحية اللوجيستية، تعتبر قمة الجزائر أول قمة صفر ورق، ومن ناحية التمثيل، شهدت قمة الجزائر حضور 21 دولة ممثلة ب17 رئيس دولة وحكومة (ثالث أكبر قمة تمثيلا في سجلات تاريخ القمم العربية). وأضاف، في تصريح لوكالة الأنباء، أنه من ناحية التغطية الإعلامية، لم تشهد هذه القمة حضورا إعلاميا هاما، فحسب، بل أيضا جودة استثنائية للمناقشات والتحليلات طيلة اللقاء. أما بخصوص المخرجات، فسيذكر التاريخ بأن القمة العربية بالجزائر كانت "بنّاءة وشاملة"، حسب ذات الخبير، الذي استطرد بالقول: "بالإضافة إلى بيان ختامي توافقي، فإن القمة العربية بالجزائر تفحصت أهم النقاط فيما يخص الأمن المشترك وبحثت، معمّقا، القضية الفلسطينية والنزاعات بكل من ليبيا وسوريا واليمن والصراعات الكامنة وهشاشة الوضع في بعض الدول، على غرار لبنان والسودان والصومال، إضافة إلى العلاقات بين البلدان العربية والبلدان الإفريقية. كما كانت قمة الجزائر، حسب السيد برقوق "مبتكرة بتناولها بعض المواضيع لأول مرة، على غرار الأمن المشترك والغذائي والمائي والطاقوي وكذا المسائل المتعلقة بالتغيّرات المناخية وضرورة إيجاد حلول عربية للمشاكل العربية"، مشيرا الى اقتراح الجزائر الذي يهدف إلى "إنشاء آلية وقائية من الأزمات وتسويتها". كما أبرز الخبير، أن القمة العربية في الجزائر جاءت لتأكيد الدور المحوري للجزائر على المستوى الإقليمي والإفريقي والعربي والأورومتوسطي وكذا الدولي، مشيرا إلى أن "نجاح هذه القمة تحقق بفضل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي لطالما أعطى أهمية بالغة للمسائل العربية منذ انتخابه سنة 2019". من جهته، أكد الخبير في المسائل الجيو- سياسة، أرسلان شيخاوي، أن القمة العربية بالجزائر لقيت نجاحا باهرا، إذ سمحت بتوحيد الصف العربي وهو الهدف المتوخى من هذه القمة في دورتها ال31. وفي حين، أوضح السيد شيخاوي، أن المصالحة العربية شرط مسبق للعالم العربي، حتى يفرض نفسه على الساحة الدولية التي تشهد عودة تعدّدية الأقطاب، وأشار إلى أن بوادر القمة العربية كانت بادية قبل انعقادها خاصة بعد نجاح اجتماع وحدة الفصائل الفلسطينية المنعقد شهر أكتوبر المنصرم في الجزائر، باعتبار القضية الفلسطينية مسألة مركزية بالنسبة للعالم العربي وعاملا لاستقرار المنطقة، مبرزا أن "قمة الجزائر توّجت بإعلان الجزائر الذي يعتبر ورقة طريق حقيقية للعمل العربي". وأوضح أن وضع لجنة متابعة وتنفيذ مخرجات القمة وضرورة إشراك المجتمع المدني العربي في إيجاد حلول، كلها قرارات بارزة في هذه القمة، مسجلا في الأخير، بأن خطاب رئيس الجمهورية، كان موحّدا وجامعا وشاملا.