التقى وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، نظيره الصيني، وي فنغ خه، أمس، في كمبوديا في إطار جهود يبذلها البلدان للتخفيف من حدة التوتر التي طبعت، علاقات أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم خلال السنوات الأخيرة. ويعد هذا اللقاء، الأول، من نوعه بين وزيري دفاع البلدين منذ شهر جوان الماضي قبل زيارة مثيرة للجدل قامت بها، نانسي بيلوسي، شهر أوت الماضي إلى جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. وعقد اللقاء بين الوزيرين الأمريكي والصيني، بمدينة سيام ريب، الكمبودية على هامش مؤتمر، وزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" غداة إعلان وزارة الدفاع الصينية بأن "الصين تتبنى موقفا منفتحا وإيجابيا من تبادل الآراء مع الولاياتالمتحدة". كما أنه يأتي في سياق سلسلة لقاءات جمعت مسؤولين سامين من البلدين بداية بلقاء القمة بين الرئيسين الصيني، شي جنغ بنغ، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، في 14 نوفمبر الجاري على هامش قمة مجموعة 20 بإندونيسيا. وتلاه لقاء بين نائب الرئيس الأمريكي، كاملا هاريس، بالرئيس الصيني في وقت أعلن فيه عن زيارة بداية العام القادم لكاتب الدولة الأمريكية، أنطوني بلينكن، إلى بكين وسط احتمالات قوية أيضا بزيارة الرئيس الصيني إلى الولاياتالمتحدة العام المقبل. والمؤكد أن هذه اللقاءات وما سيتبعها من زيارات تندرج في إطار مساعي البلدين للتقارب الذي يطرح أكثر من سؤال ليس فقط حول توقيته وكذلك حول التنازلات أو التفاهمات التي يكون كل طرف قد قدمها لتذليل العقبات واحتواء الخلافات القائمة بينهما. فإذا كانت الولاياتالمتحدة قد اقتنعت ربما بعدم تخطي الخط الأحمر الذي رسمته الصين بخصوص مسألة تايوان، فما هو المقابل الذي يمكن للصين أن تقدمه وهي الحليف الرئيسي والشريك الموثوق لروسيا التي تصنفها الولاياتالمتحدة على أنها "الخطر القادم" الذي يجب مواجهته. وبالتالي هل سيكون التقارب الأمريكي الصيني على حساب روسيا التي تريد الولاياتالمتحدة قطع الطريق أمامها باستمالة الصين إلى جانبها بعدما اقتنعت باستحالة إركاعها لا بالمواجهة العسكرية ولا حتى بحرب العقوبات التي يقودها الغرب ضد موسكو بدعم من واشنطن. وهو ما جعل هذه الأخيرة تبحث عن خيارات أخرى تكون أكثر نجاعة وجدتها في تقاربها مع بكين الساعية في نظر الولاياتالمتحدة لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادي والنظام الدولي.