بعد انتصاره التاريخي على منتخب الأرجنتين، في مستهل لقاءاته في نهائيات كأس العالم، المقامة حاليا في قطر، يحلم منتخب السعودية بتحقيق إنجاز طال انتظاره في المونديال، بالصعود إلى الأدوار الإقصائية للمرة الثانية في تاريخه، والأولى منذ 28 عاما. يلتقي منتخب السعودية مع نظيره البولندي، اليوم، ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الثالثة من مرحلة المجموعات في النسخة الحالية للمونديال. ويتربع منتخب السعودية على قمة ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، عقب فوزه المذهل (2-1) على منتخب الأرجنتين، يوم الثلاثاء الماضي، في الجولة الافتتاحية بالبطولة. يتفوق المنتخب (الأخضر)، بفارق نقطتين على أقرب ملاحقيه منتخبي بولندا والمكسيك، اللذين تعادلا بدون أهداف في الجولة الأولى بالمجموعة، بينما يقبع منتخب الأرجنتين في ذيل الترتيب بلا رصيد من النقاط. أصبح منتخب السعودية، الذي يشارك للمرة السادسة في كأس العالم والثانية على التوالي، بحاجة للفوز على منتخب بولندا، من أجل حسم التأهل رسميا إلى دور 16 في المونديال، دون النظر إلى نتائج منافسيه، ودون انتظار نتيجة لقائه الختامي في دور المجموعات ضد منتخب المكسيك، يوم الأربعاء المقبل. تعززت آمال منتخب السعودية في اجتياز مرحلة المجموعات للمرة الثانية في تاريخه، بعدما حقق الإنجاز ذاته في ظهوره الأول بالمونديال، خلال نسخة عام 1994، التي أقيمت بالولايات المتحدةالأمريكية، بعد أدائه الرائع ضد منتخب الأرجنتين، بقيادة نجمه الأسطوري ليونيل ميسي. وقلب منتخب السعودية تأخره بهدف مبكر في الشوط الأول، إلى انتصار ثمين ومستحق، عقب تسجيله هدفين في الشوط الثاني، من خلال صالح الشهري وياسر الدوسري، ليفجر أكبر مفاجآت المونديال القطري حتى الآن، ويتلقى دفعة معنوية هائلة. يطمع المنتخب السعودي في تحقيق انتصاره الخامس في تاريخه بكأس العالم، والثالث على التوالي في لقاء بولندا، بعدما اختتم لقاءاته في المونديال الماضي بروسيا عام 2018، بفوزه (2-1) على منتخب مصر. كما يرغب فريق المدرب الفرنسي هيرفي رونارد في الثأر من خسارته (1-2) أمام المنتخب البولندي، في المباراة الوحيدة التي جرت بين الفريقين، حينما التقيا وديا عام 2006. يعاني منتخب السعودية من غياب نجميه ياسر الشهراني وسلمان الفرج، اللذين تعرضا لإصابتين بالغتين أمام الأرجنتين، غير أن باقي نجومه مستعدين لاستكمال المشوار. في المقابل، يأمل منتخب بولندا في تحقيق نتيجة إيجابية من أجل التمسك بآماله في عبور دور المجموعات، للمرة الخامسة في تاريخه، والأولى منذ نسخة مونديال المكسيك عام 1986. يبدو المنتخب البولندي مطالبا بتحقيق انتصاره الأول في المجموعة أمام السعودية، خاصة أنه تنتظره مواجهة بالغة الصعوبة ضد منتخب الأرجنتين في الجولة الأخيرة. ظهر منتخب بولندا بشكل باهت خلال لقائه الأول ضد نظيره المكسيكي، وفشل في هز الشباك على مدار شوطي المباراة، رغم امتلاكه العديد من النجوم في صفوفه، خاصة في خط الهجوم. وعجز النجم المخضرم روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم برشلونة، الفائز بجائزة (ذا بيست) كأفضل لاعب في العالم خلال العامين الماضيين، عن التسجيل في المباراة، وأضاع ركلة جزاء في الشوط الثاني. يطمع ليفاندوفسكي في مواصلة التحليق في صدارة قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب بولندا، التي يتربع عليها حاليا برصيد 76 هدفا.