بدأ العد التنازلي لموسم الاصطياف، وهو موسم يدعو للاستجمام، الاسترخاء والسياحة، ليكون بذلك التفكير في قضاء عطلة مريحة مشروعا مشتركا بين السواد الأعظم، إذ أن الكثيرين يتشبثون بحقهم في العطلة الصيفية رغم الضريبة المالية التي قد تنجم عن ذلك، فالصيف له نكهته الخاصة وفواتيره المفلسة أيضا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياحة، لكن بالمقابل ولحسن الحظ فإن وجود الشواطئ والغابات والحدائق العمومية كثيرا ما ينقذ الموقف بالنسبة للبسطاء، ليكون لديهم نصيبا من المتعة بين أحضانها في أوقات الفراغ والعطل. وعلى هذا النحو يكشل الصيف فرصة سانحة للاستراحة الجسدية والنفسية بالنسبة للجميع رغم اختلاف المستويات الاجتماعية، غير أن المعطيات الميدانية المستقاة تقول إن هذه الفرصة غالبا ما تذهب هباء منثورا بحجة كثرة الالتزامات والانشغالات !! تمضي السنوات ومعها الاجازة وعطلة نهاية الاسبوع دون أن يحقق البعض التوازن الذي يحتاجه الجسد والروح ودون أن يمتصوا تعب أيام الكد، لتبقى الشكوى من ضيق الوقت حلقة مفرغة يدور فيها البعض في غياب ثقافة التخطيط للمستقبل، والتي تقوم على حسن استثمار الوقت، وهي القيمة الثمينة المفتقدة في مجتمعنا. وليست الشكوى من عدم إيجاد حيز لتجديد الطاقة سوى مرآة تعكس ظاهرة إهدار الوقت التي تجعل الحركة بطيئة وردود الافعال متأخرة بصفة تحول دون الموازنة بين متطلبات الحياة اليومية والعمل وبين الحاجة للترويح عن النفس فالمشكلة ببساطة لا تقترن بالإمكانيات بقدر ما ترتبط بخطأ فادح في مجتمعنا يشترك فيه السواد الأعظم ممن لا يجيدون استثمار الوقت على خلاف الدول المتقدمة التي لم يفتها أن الحضارة نتاج تقدير الزمن.