اختيرت مدينة سرقسطة الإسبانية لاحتضان أشغال الطبعة ال47 للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي والتضامن معه، بإلحاح من ممثلي هذه المدينة بدلا من مدينة إيفري سير سان الفرنسية. وأوضح أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليزاريو في أوروبا والاتحاد الأوروبي، أن "إيكوكو" قررت تنظيم ندوتها السابعة والأربعين العام المقبل بمدينة سرقسطة الإسبانية. واختارت "إيكوكو"، في بداية أشغال دورتها ال46، التي في ختام أشغالها مساء السبت الماضي بالعاصمة الألمانية، برلين، مدينة إيفري سير سان الفرنسية لاستضافة أعمال النسخة القادمة من الندوة، قبل أن يقع الاختيار على مدينة سرقسطة التي تقدّم ممثلوها بطلب احتضان هذا الحدث. ويعود تاريخ آخر مرة استضافت فيها مدينة سرقسطة ندوة "إيكوكو" إلى عام 2004 في نسختها الثلاثين، والتي حضرها أكثر من 400 شخصية من 17 دولة. وتعتبر الندوة، التي تنظم سنويا منذ سنة 1975 في مختلف المدن الأوروبية، أكبر تظاهرة دولية للتضامن مع الشعب الصحراوي وتحظى بدعم مئات النشطاء المطالبين باستقلال الصحراء الغربية المحتلة.وتزامنا مع ذلك، ندّد اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، أمس، بتعرض الإعلامية الصحراوية، الصالحة بوتنكيزة، ورفيقتها المناضلة، مريم دمبر، لاعتداء بشع على يد قوات الاحتلال المغربية، بعد أن اعترضت شرطة الاحتلال سيارة كانتا على متنها وقامت بإخراجهما منها بالقوة وتعريضهما للتعذيب والتنكيل بالشارع العام مع حجز سيارتهما. وتعد هذه ثاني مرة، في أقل من سنة، تتعرض فيها مراسلة التلفزيون والإذاعة الصحراويين من العيون المحتلة، الصالحة بوتنكيزة، لاعتداءات ممنهجة، لثنيها عن نقل حقيقة ما يتعرض له عشرات الإعلاميين والمدونين والناشطين الصحراويين بالأراضي المحتلة ومناطق جنوب المغرب، في استمرار لسياسة تكميم الأفواه وتحويل الصحراء الغربية إلى سجن كبير وبخاصة منذ عودة الحرب للواجهة خلال السنتين الأخيرتين.وشدّدت سلطات الاحتلال قبضتها القمعية وتضييق حريات الصحراويين المطالبين بحقوق شعبهم المشروعة في تقرير المصير والاستقلال، في محاولة يائسة منها لطمس حقيقة ما يجري في المدن الصحراوية المحتلة وما يتعرض له سكانها من مضايقات يومية ومنع فضح نفاق سلطات الاحتلال التي تتغنى بالحرية والديمقراطية، في بلد مازال يعمل وفق نظم وأساليب القرون الوسطى.