توجّهت جهود المصالح الفلاحية بولايتي ورقلة وأدرار خلال سنة 2022 نحو تطوير مساحات زراعة الحبوب بالنظر إلى ما تتوفر عليه الولايتين من عوامل طبيعية ملائمة، وما رصدته الدولة من إمكانيات لدعم هذه الشعبة الاستراتيجية، بولايات جنوب البلاد بهدف استحداث أقطاب لزراعة الحبوب لكسب رهان الأمن الغذائي. وتجسّدت تلك الجهود في توسع المساحات المخصصة لزراعة الحبوب بالولايتين، ما عزز آفاق تطوير هذه الزراعة الاستراتيجية وتحقيق الأهداف التي سطرتها الدولة، في ظل التحديات التي تواجهها هذه الزراعة على الصعيد العالمي. وتطمح ولاية أدرار لأن تصبح قطبا رائدا وطنيا في إنتاج الحبوب بمختلف أصنافها، لما تتوفر عليه من قدرات فلاحية وطبيعية هائلة بفضل مساحة فاقت 600 ألف هكتار بإمكانها تحقيق إنتاج معتبر من ومردودية عالية، في حال تم الالتزام بالخطوات العلمية للمسار التقني لهذه الزراعة. وعرفت حملة الحرث والبذر للحبوب للموسم الفلاحي الحالي زيادة في المساحة المزروعة بنسبة 22% مقارنة بالموسم الماضي، من خلال تخصيص مساحة بأكثر من 20 ألف هكتار، منها 13 ألف هكتار تحت الرش المحوري. وخصص منها أكثر من 13 ألف هكتار للقمح الصلب و 80 هكتارا للقمح اللين و 629 هكتار للشعير و148 هكتار للخرطال وكلها تحت الرش المحوري. كما تتمثل مساحة الزراعة التقليدية للحبوب داخل الواحات في 50 هكتارا للقمح الصلب و4336 هكتار للقمح اللين إلى جانب 1318 هكتار للشعير و 415 هكتار للخرطال. وخصّصت مصالح تعاونية الحبوب والبقول الجافة كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح حملة الحرث والبذر لهذا الموسم من خلال توفير أزيد من 40 ألف قنطار بذور معالجة من القمح الصلب وأكثر من 2760 قنطار من بذور القمح اللين وأكثر من 1000 قنطار من بذور الشعير. كما تم توفير أكثر من 39 ألف قنطار من الأسمدة بنوعيها الفوسفاتية والآزوتية إلى جانب تسخير حصة معتبرة من الجرارات وآلات الحرث وعتاد رش الأسمدة وآلات تسوية التربة، استنادا لما كشف عنه مدير التعاونية حمداني مختار. وقامت مصالح بنك الفلاحة والتنمية الريفية بأدرار بضمان مرافقة مالية للفلاحيين بتوفير قروض بمختلف الصيغ، تم من خلالها المصادقة على تمويل 40 ملفا استثماريا بقرض "التحدي" لتوسيع المساحة المسقية لزراعة الحبوب وقبول تمويل 180 ملف لزراعة الحبوب للموسم الفلاحي الحالي بقرض "الرفيق" منها 127 ملف للحبوب و53 آخر للذرة الصفراء. وتتوقع مصالح الفلاحة موسما فلاحيا واعدا في زراعة الحبوب نظرا لجهود المرافقة الإدارية والتقنية والمالية والطاقوية إلى جانب جهود فرق الإرشاد الفلاحي التي تستهدف المستثمرين بمختلف المحيطات الفلاحية. ورقلة قطب فلاحي واعد ويعتبر الموسم الفلاحي الجديد "متميزا" بولاية ورقلة بعد أن عرفت المساحات الزراعية المخصصة لإنتاج الحبوب قفزة نوعية بوصولها إلى 5 آلاف هكتار، بعد زيادة 1700 هكتار مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي. وشهدت تلك المساحات تطورا "متسارعا" حيث لم تكن المساحات تحت الرش المحوري تتجاوز 131 هكتار سنة 2004 لتصل إلى 2500 هكتار خلال الموسم الفلاحي 2019-2020 ، ثم إلى 2784 هكتار في الموسم الموالي قبل أن تقفز في الموسم الفلاحي الماضي إلى 3337 هكتار، بإنتاج فاق 90 ألف قنطار من مختلف أصناف الحبوب. وساهمت مجهودات الدولة للربط بالكهرباء الفلاحية في توسع المساحات المخصصة لزراعة الحبوب، بإنجاز 110 كلم من خطوط الكهرباء الفلاحية ووجود 170 كلم في طور الإنجاز و100 كلم في طور الدراسة، ما يسمح للمستثمرين بتجسيد مشاريعهم والمساهمة في تحويل ولاية ورقلة إلى قطب فلاحي في هذا النوع من الزراعات الاستراتيجية. وساهمت مساعي الدولة لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للمستثمرين في شعبة الحبوب إلى بروز مستثمرين من ذوي القدرات والإمكانيات الكبيرة الذين باستطاعتهم استغلال مساحات شاسعة لإنتاج القمح على غرار المستثمرة الفلاحية المملوكة لأحد الخواص والمنشأة حديثا بمنطقة الصحن بدائرة أنقوسة والتي تتربع على مساحة إجمالية قوامها 800 هكتار. وتم تخصيص 360 هكتار بذات المستثمرة الفلاحية لإنتاج القمح الصلب واللين بالإضافة إلى إنتاج أعلاف المواشي. وتتطلع ولاية ورقلة إلى تحقيق مساحة تقارب 10 آلاف هكتار لزراعة الحبوب برسم الموسم الفلاحي المقبل، في إطار تجسيد طموحاتها لتطوير هذه الشعبة.