أثارت زيارة رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، أول أمس، إلى المغرب انتقادات حادة في مدريد بعد أن انتهت زيارته دون أن يحظى باستقبال من الملك المغربي، وهو الذي قاد وفدا حكوميا مهما في اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية المنعقد في الرباط، بعد أشهر من توتر العلاقات بين البلدين. ووصل سانشيز إلى الرباط على رأس وفد حكومي ضم 12 وزيرا في حكومته لتوقيع الاتفاقيات عنوانها الظاهري تعزيز التجارة والاستثمار بما يشمل تسهيلات ائتمانية تصل إلى 800 مليون أورو وتعزيز الشراكة بين البلدين في قطاعات أخرى غير الهجرة. غير أن عنوانها الباطني مرتبط كل الارتباط بمحاولة سانشيز الحصول على بعض الدعم في ظل ما يعانيه من عزلة في اسبانيا بسبب موقفه المنحرف بخصوص دعم أطروحات المغرب في "مغربية" الصحراء الغربية الذي أثار جدلا كبيرا في إسبانيا، وأدانته بشدة أحزاب سياسية والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني. ولم تفوت المعارضة الإسبانية الفرصة دون أن توجه انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، واتهمت المغرب ب"إذلال مدريد" بسبب عدم استقباله من قبل الملك محمد السادس. وذكرت صحيفة "ألومندو" الاسبانية إلى أنه في العام الماضي، بذلت "السلطة التنفيذية الإسبانية جهوداً كبيرة لتحسين العلاقات المغربية الإسبانية بدء من التحول 180 درجة في موقفها الدولي فيما يتعلق بالصحراء الغربية"، وصولا إلى التصويت ضد قرار البرلمان الأوروبي، الذي يطالب باحترام حرية التعبير والصحافة في المغرب. وقالت إن العاهل المغربي الملك محمد السادس أظهر تنمره في هذه "المرحلة الجديدة من العلاقات" مع إسبانيا، عندما اكتفى بالحديث عبر الهاتف مع بيدرو سانشيز، من مقر إقامته في دولة الغابون حيث يقضي عطلة خاصة". وكانت وسائل إعلام إسبانية أثارت قبل زيارة سانشيز للرباط ملفين حاسمين في زيارته للمغرب، وهما قضية الصحراء الغربية وملف مدينتي سبتة ومليلية لكن يبدو أن المسؤولين المغاربة والإسبان كان لهم رأي آخر، حيث تفادوا التطرق الى مثل هذه المواضيع التي تثير التوتر بين الطرفين.