في ظل ارتفاع الطلب على مياه الشرب خلال فصل الصيف، وتفاديا للعجز الكبير في هذه المادة الحيوية خلال السنوات الاخيرة، شرعت مؤسسة الجزائرية للمياه مؤخرا في تجسيد مخطط جديد يقضي بتزويد سكان مدينة سطيف بالمياه الصالحة للشرب، سيسمح حسب القائمين على القطاع، بتدعيم كل الاحياء، للتخفيف من حدة الأزمة التي تشهدها عاصمة الولاية كل سنة مع حلول فصل الحر، وذلك بإعادة الاعتبار إلى بعض الانقاب، لا سيما المتواجدة بكل من رأس الماء ببلدية قجال، وشوف لكداد وعين الرمان التي كانت تضمن تموين عدد من أحياء المدينة بنسبة معتبرة... وحسب المدير الجهوي ل"الجزائرية للمياه"، فإن مصالحه التقنية أنهت جميع الترتيبات الخاصة بالعملية، حيث سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة تدعيم وحدة سطيف بالمياه بالاعتماد على الصهاريج، وكذا تدعيم الفرق التقنية المكلفة بمكافحة ظاهرة التسربات وإصلاح الأعطاب، بأعوان جدد، للتقليل من هذه الظاهرة بسبب قدم قنوات شبكات التوزيع التي يصل معدلها الى نسبة خمسة واربعين بالمائة، العملية ستسمح بمعالجة تسربات المياه الضائعة وستساهم في تحسين نسبة الضخ ومن ثمة وصول المياه الى السكان الطوابق العليا للعمارات. وحسب نفس المصدر، فزيادة على نسبة خمسة واربعين بالمائة من التسربات التي تعرفها شبكة التوزيع، توجد هناك عوامل اخرى انعكست سلبا على تموين المواطنين، من ابرزها ظاهرة السرقة واستغلال المياه بطرق غير شرعية، الى جانب انخفاض منسوب المياه الجوفية، خلفت في السنوات الاخيرة خسائر معتبرة، منها فقدان اثني عشر نقبا كانت تساهم بنسبة كبيرة في تموين العديد من احياء المدينة التي تعتمد حاليا وبشكل كبير على مياه سد عين زادة، الذي يعد الممون الرئيسي لمعظم التجمعات السكنية عبر ولايتي سطيف وبرج بوعريريج. وأضاف محدثنا ان عملية اعادة تأهيل شبكات التوزيع وتجديدها، ستساهم في توفير كميات كبيرة من المياه الضائعة وتحسين نسبة التموين، وفي هذا السياق تقرر اعادة تجديد الشبكات القديمة على مستوى ازيد من ثلاثين حيا، حيث تم إعداد دفتر الشروط الخاص بهذه العملية وتم ايداعه على مستوى المديرية العامة لمؤسسة الجزائرية للمياه للمصادقة عليه. من جهتها، مديرية الري، حسب رقمها الأول، اكدت ان القضاء بصفة نهائية على أزمة المياه، يتوقف على مشروع التحويلات الكبرى للمياه الذي استفادت منه الولاية، والذي تبلغ قيمته الاستثمارية قرابة 62 مليار دينار، وهو يهدف الى تحويل ازيد من 313 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب من سدي "إيغيل مدا" بولاية بجاية وسد "إيراقن" بولاية جيجل، وهذا بغرض ضمان تزويد أزيد من مليون نسمة من سكان الولاية بصورة منتظمة، وذلك الى غاية آفاق سنة 2030 مع رفع معدل تزويد السكان الى 200 لتر في اليوم للفرد الواحد، وكذا سقي أزيد من 36000 هكتار من الاراضي الزراعية.