ما تزال مدينة سكيكدة تفتقر لمحطة برية لنقل المسافرين، حسب المواصفات والمعايير العصرية المطلوبة، التي تليق بمقامها، كونها حقيقة ومجازا "جوهرة الساحل الجزائري"، وعاصمة التاريخ والحضارة، وحاضنة أكبر منطقة صناعية بتروكيماوية على المستوى الوطني. أضحت المحطة البرية الحالية "محمد بوضياف" المتواجدة عند مدخل المدينة، وعلى مقربة من عدد من المؤسسات الحكومية، وكذا شارع "الممرات"، والتي تشهد على مدار اليوم كله ضغطا رهيبا، تحمل أكثر مما تتحمل، بسبب الكم الهائل من الحافلات التي يفوق عددها 900 حافلة ما بين البلديات والولايات، ناهيك عن سيارات الأجرة، الأمر الذي جعلها تعيش فوضى حقيقية، حيث زاد في تدهور المحطة، وضعها المزري للغاية. فإلى جانب الفوضى التي تعيشها، سواء من قبل الركاب أو أصحاب الحافلات، فإن وضعيتها تطرح أكثر من سؤال، بسبب النفايات المنتشرة فيها وفي كل مكان، بما فيها الروائح الكريهة، إلى جانب افتقارها لمراحيض ودورات مياه، وكذا مقاعد الجلوس والانتظار، ناهيك عن تحطم زجاج واجهتها، وما زاد الطين بلة، انتشار الباعة المتجولين والمتسولين والمنحرفين من الشواذ، بينما تتحول ليلا إلى مأوى للمتشردين، كما تقدم الأنشطة التجارية المتواجدة بها، خدمات جد رديئة، تنعدم فيها أبسط شروط النظافة. الغريب في كل هذا، استفادة سكيكدة من مشروع إنجاز محطة برية للمسافرين متعددة الأنماط بمواصفات عصرية، إلا أن المشروع الذي تداول عليه أكثر من 5 وزراء نقل، وأزيد من 5 ولاة، ما يزال يراوح مكانه، بعد أن حطم الرقم القياسي فيما يخص المشاريع المتأخرة بعاصمة البتروكيمياء لأكثر من 12 سنة، على اعتبار أن أشغال الإنجاز انطلقت رسميا سنة 2008، على أن يتم تسليمه سنة 2011، لكن تجري الرياح بما لا يشتهيه المواطن السكيكدي، رغم أنفه. فالمحطة الواقعة عند مدخل المدينة الشرقي في المكان المسمى "محطة البراني"، والتي رصد لها غلاف مالي قدر ب 840 مليون دينار، في إطار المخطط الخماسي، ليعاد سنة 2019، تقييم المشروع بحوالي 224 مليون دينار، ما تزال عبارة عن ورشة دون أشغال، كما وقفت عليه "المساء"، مؤخرا. للإشارة، مشروع المحطة البرية متعددة الأنماط لمدينة سكيكدة، يتربع على مساحة تقدر ب5 هكتارات، وتضم محطة كبيرة لتوقف الحافلات، وأخرى لتوقف قطار السكة الحديدية الرابط بين ولايتي سكيكدة وقسنطينة، زيادة إلى موقف سيارات الأجرة العاملة ما بين الولايات والبلديات، ناهيك عن توفرها على العديد من المرافق الضرورية والعصرية، التي تضمن راحة المسافرين، من محلات تجارية وخدماتية، إلى جانب مستوصف...وغيرها. سكناتهم مصنفة في "الخانة الحمراء".. 40 عائلة في نهج "الإخوة علوش" تستنجد بالوالي تناشد 40 عائلة تقطن "44 نهج الإخوة علوش" بمدينة سكيكدة، والمعروف باسم حي 7 أبيار، الجهات المسؤولة بالولاية، التدخل العاجل قصد إنصافهم بسكنات جديدة لائقة، بعد أن أضحوا يعيشون ظروفا مزرية للغاية داخل بنايات جد هشة. خلال زيارة قادت "المساء" إلى الحي المتواجد داخل النسيج العمراني لمدينة سكيكدة، غير البعيد عن الطريق السفلي المؤدي إلى السكنات الوظيفية التابعة للولاية، ومن مقر إذاعة سكيكدة، اصطدمنا بمشاهد يعجز اللسان عن وصفها، فإلى جانب الوضعية الكارثية التي تتواجد بها تلك السكنات التي تحيط بها النفايات والأحراش، وحتى الحيوانات والحشرات الضارة من كل مكان، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من المياه الراكدة، وقفنا على سكنات جد هشة يعود بعضها إلى سنة 1800 وأكثر، بقرميد مهشم وجدران مشققة، وغرف متعددة الخدمات، فهناك عائلات تضم أكثر من 5 أفراد رجالا ونساء يقيمون داخل غرفة تستعمل للمطبخ والنوم والجلوس، وتنعدم فيها أبسط معايير الحياة الكريمة، كما يتواجد بالحي عائلات معوزة لا حول ولا قوة لها، لم تجد آذانا صاغية. أكد السكان، أنهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية على مدار الفصول الأربعة، خاصة فصل الشتاء، بسبب تسرب المياه إلى منازلهم من كل النواحي، إلى جانب الحرارة المرتفعة في فصل الصيف. وأوضح عدد من الشباب التقينا بهم بالحي، أنهم يعيشون ذلك الوضع منذ سنوات طويلة، ورغم عملية الترحيل التي مست عددا قليلا من قاطني الحي سنة 2019، إلا أن من تبقى من السكان، وأغلبهم لم يسبق لهم الاستفادة من سكنات، ولا من قطع أرضية، ظلوا منذ تلك السنة يعيشون على وقع الوعود المعسولة التي طالت، مشيرين إلى صدور قرار بإخلاء تلك السكنات سنة 2019، بعد أن صنفتها الخبرة التي أجرتها الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء بالشرق سنة 2012 في "الخانة الحمراء". كما تأسف السكان، عن قضيتهم التي أضحت "مسكوتا عنها"، وكأنهم غير موجودين، رغم العديد من الشكاوى التي تقدموا بها لأكثر من مسؤول، قصد إنصافهم، خاصة لدى مصالح الدائرة، وقالوا في هذا الصدد "إنهم يجهلون إلى اليوم سبب التهميش الذي طالهم في معالجة ملف وضعيتهم..."، فيما طلب البعض من والي سكيكدة، زيارتهم للوقوف على واقع وضعهم المعيشي، في مدينة أصبحت سكناتها القديمة التي لم تعد تحتمل ثقل الزمان والمكان والظروف، تنهار بين الفينة والأخرى، وبين هذا وذاك، يبقى أمل هؤلاء السكان في الفرج كبيرا.