تخرجت، أول أمس، بالمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات ببرج البحري بالعاصمة، الدفعة السادسة والثلاثون في طور مهندسي الدولة، متكونة من 196 متخرجا، موزعين على أربعة تخصصات هي الكهرباء، الميكانيكا، الإعلام الآلى والكيمياء. وقد جرت مراسيم حفل التخرج تحت اشراف رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي العميد زراد الشريف وبحضور عدد من عمداء أركان الجيش والأساتذة المؤطرين والسلطات المدنية والعسكرية وأهالي المتخرجين. وأشار بالمناسبة، مدير المدرسة العميد محمد نجيب العمارة الى أن المدرسة صارت بحق منبع وخزان الصفوة العسكرية للجيش الوطني الشعبي، حيث أكد في كلمته، أن الدفعة ال36 المتخرجة هي ثمرة مسار تكويني طويل وشاق، امتدت فترته الى أربع سنوات كاملة من الجهود، سهرت على بذلها هيئة تدريسية رفيعة المستوى، تضم أساتذة باحثين دائمين بالمدرسة وأساتذة شركاء من أكبر الجامعات والمدارس الوطنية. وأبرز مدير المدرسة التي أصبحت من أقطاب الامتياز، أن الدفعة المتخرجة تتميز عن سابقاتها كما وكيفا من حيث عدد المتخرجين من جهة ونوعية المواضيع المتطرق إليها خلال انجاز مشاريع نهاية الدراسة، والتي تصب معظمها على التطبيقات العسكرية، من جهة أخرى. وذكر مدير المدرسة: أنه بالموازاة مع التعليم العلمي والتقني يتلقى الطلبة المهندسون تكوينا عسكريا ورياضيا، يهدف إلى تحضيرهم لمهنة ضباط باكتساب قدرات معنوية وبدنية، تمكنهم من قيادة الرجال في ظروف متنوعة، معقدة واستثنائية، خدمة لجيشهم ووطنهم وأشار إلى أنه خلال السنة الجامعية أجرت المدرسة »عملية تفكير معمقة لإعادة تنظيم هياكل التعليم والبحث بهدف تكييف تكوين المهندس العسكري مع التحولات التكنولوجية الجارية، تلبية لحاجيات محيطنا الدفاعي«. وبعد أداء الدفعة المتخرجة، القسم، قام رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، العميد زراد الشريف رفقة إطارات عسكرية سامية أخرى، بتقليد الرتب للطلبة المتفوقين الأوائل، تحت وقع الزغاريد والتصفيقات، ليتم بعدها تسليم واستلام الراية بين الدفعة المتخرجة والدفعة الموالية ثم تقديم حركات جماعية واستعراض عسكري. وقد تم إطلاق اسم الشهيد ندير بن زرقة على الدفعة المتخرجة، عرفانا وتيمنا بهذا البطل الذي ولد ببلدة سي مصطفى ببومرداس في 27 سبتمبر 1936، حيث زاول دراسات بالكتاتيب لدي والده الذي كان مدرسا للقرآن بمسقط رأسه، لينتقل بعد ذلك مع والده إلى بلدية يسر وبالضبط إلى قرية بني مكلا لمتابعة تعليمه، قبل أن تتاح للشهيد فرصة الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 ، سي مصطفى بالولاية الثالثة، المنطقة الرابعة، حيث قام بأول عملية فدائية له داخل سوق شعبي ضد الخونة المعروفين بالمنطقة ليلتحق بإخوانه المجاهدين، ويشارك في عدة معارك ضد العدو تنقل خلالها بالأقسام الرابعة للناحية الثالثة، وكانت آخر مسؤولية يتولاها هي مسؤول قسم، قبل أن يستشهد البطل وينال الشهادة كما أرادها في معركة ضد العدو بناحية دلس سنة 1961 . وبالمناسبة تم تكريم عائلة الشهيد، بعد زيارة المعرض العلمي للمدرسة حيث اطلع المشرفون على حفل التخرج والمدعوون على انجازات الطلبة العلمية، قبل التوقيع على السجل الذهبي للمدرسة. للإشارة، فإن عدد الإطارات المكونة في المدرسة إلى يومنا هذا بلغ 4150 إطارا.