تصل مساحة الغابات بولاية بومرداس، إلى 23 ألف هكتار. وتظهر كل من غابة الساحل وغابة بوعربي من بين أهم الغابات المستغَلة كوجهات سياحية ترفيهية، حيث تسجلان خلال كل موسم صيفي، توافدا ملحوظا من الزوار؛ ما جعل السلطات الولائية تخصص أغلفة مالية من أجل تهيئتهما، بما يساهم في ترقية السياحة الجبلية، كما هو شأن تهيئة منطقة بوكردان ببلدية قدارة. وأكد مدير السياحة والصناعة التقليدية لبومرداس، معمري حموة، أنه بالرغم من التركيز على الشواطئ كأهم وجهة سياحية خلال كل موسم صيفي بالنظر إلى حجم التدفق السياحي عليها، إلا أن ترقية الولاية كوجهة سياحية بامتياز، تتوجه، أيضا، نحو الاهتمام بالمناطق الجبلية. وكشف حموة في تصريح ل«المساء"، عن تخصيص ميزانية هامة تفوق مليار سنتيم لتهيئة غابة بوعربي ببلدية دلس؛ حيث شملت الأشغال نصب الإنارة العمومية بالطريق المؤدية إلى الغابة وداخلها، إضافة إلى إنجاز مراحيض عمومية، وتهيئة فضاء للعب الأطفال، مشيرا إلى تخصيص ميزانية أخرى تشمل تهيئة غابة الساحل بزموري، التي تُعد أهم الغابات السياحية والترفيهية بمنطقة الوسط. كما تضم عشرات المخيمات الصيفية، خاصة أنها تطل على أجمل شواطئ زموري. وحسب المدير، فإن صدور القوانين الخاصة بالاستغلال السياحي للغابات، سيسمح بوضع بعض الغابات قيد الاستغلال في إطار الاستثمار الخاص. وكذلك الشأن بالنسبة لمنطقة بوكدران ببلدية بوزقزة قدارة، والتي تزخر بمناظر طبيعية رائعة، وبتنوع بيولوجي هام، يحتاج إلى تأهيل لتصبح مقصدا سياحيا، مع التأكيد على أن مصالح البلدية كانت أطلقت سابقا، أشغال تهيئة؛ قصد استغلالها سياحيا خلال موسم الاصطياف.. ومن جهة أخرى، تحدّث المسؤول عن مناطق سياحية أخرى، تنتظر صدور التنظيمات الخاصة بها لمنحها للاستغلال؛ منها منطقة "حمّام ثلاث" وغابة "زيمة الكحلة" بأعالي بلدية عمال، وهما منطقتا توسع سياحي، تم تصنيفهما. وطلبت مديرية السياحة إجراء دراسة تهيئة قبل إطلاق أشغال الإنجاز والتهيئة؛ لوضعها في إطار الاستثمار الخاص كمناطق سياحية، علما أن منطقة "حمام ثلاث" تحوي منبعا حمويا، يمكن استغلاله ضمن السياحة الحموية. وتطرق المتحدث لمنطقة أخرى يمكن استغلالها في السياحة أيضا، وهي شلالات عمّال، متأسفا لكون مصالح البلدية لم تقم بالدراسات التقنية اللازمة من أجل الاستغلال السياحي للموقع، حسبه. وأضاف المسؤول أن البداية ستكون بهذه المواقع لإعطاء دفع للسياحة الجبلية، مشيرا إلى كون ولاية بومرداس تحتوي، كذلك، على مواقع أخرى يمكن استغلالها، ومنها الزوايا؛ كزاوية سيدي محند الشريف ببلدية سيدي داود، وزاوية الثعالبي ببلدية يسّر، موضحا أن هذا النوع من السياحة يشمل على السواء، السياحة الدينية والتاريخية، وذلك يتم بالتنسيق مع المصالح المختصة. كما أشار إلى أهمية الترويج لهذه الوجهات من قبل وكالات السياحة والأسفار، وإلى كون بومرداس تحصي قرابة 70 وكالة معنية بهذا الترويج بالمقومات السياحية والاقتصادية للولاية.