تعمد الشاعرة دليلة تيقاني في أشعارها، إلى البحث في جواب الشرط الذي يرد في صيغة استفهام بلاغي، في كتاباتها النثرية والشعرية، لتصنع من الحلم والخيال، متنفسا لها في وهج الإبداع، إذ تستغني عن الحقيقة، لتعبر عن قدرتها على تشكيل حقيقتها الخاصة، فالحقيقة تنحت في القافية وتعبر الخيال، تعبيرا عن قدرتها على التخييل وتطويع اللغة، من خلال تمكنها من الاستمرار في تشكيل هذه الحقيقة الشعرية، حقيقة حركت فيها أيضا الشعور بالوطنية.. ووصفت في لقائها مع "المساء"، على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى 61 لاسترجاع السيادة الوطنية، الشعر الثوري بأهم وسيلة ناقلة لأخبار الثورة دفاعا عن القضية الوطنية، لما فيه من متعة الفن الشعري بخياله وتصويره وموسيقاه، وما يضفيه على الموضوع بزخمه وهوله وروعته، التي لا تنفك أن تترك أثرا في النفوس، وداعما محفزا على المقاومة. أوضحت الشاعرة التي تفيض وطنية، أنها فخورة بإنجازات الثورة المباركة، وأضافت تقول، إن الاحتفاء بالعيد المزدوج للاستقلال والشباب واجب وطني، وجب من خلاله تلقين الجيل الجديد دروس الوطنية، واستلهام مآثر ثورة التحرير التي أبهرت العالم، وأصبحت نموذجا في الحركات التحررية، وحسبها، فإن إقران الشعر بالثورة المسلحة، هو نتاج فكر يستمد من الوطنية، ومعجون بلغة الشاعر وأحاسيسه، التي يجدها القارئ في الشعر الثوري المعبأ بالمواقف السياسية الصريحة من الاستعمار، كما تجد فيه المتحدثة "تمجيد الوطن". نوهت محدثة "المساء" بجهود شعراء الثورة الذين وظفوا لغة الشعر، التي تغلغلت داخل لغة الثورة دون قصد، وأضافت أن لغة الشعر تسود، حسبها، بشكل هائل في لغة الثورة، تمنحها العاطفة والروح، وهي في الحقيقة تحمل نفس جوهر لغة الشعر، وما تصنعه ماكينة شعرية داخل المقاوم المدافع عن الوطن، واستشهدت بالشعراء الجزائريين الذين نظموا أشعارا، أشادوا فيها بالثورة الجزائرية وبأبطالها الذين قدموا أنفسهم لهذا الوطن المفدى، حيث ألهمت الكثير منهم ليعبروا بأقلامهم عما تختلجه نفوسهم، ولهيب أحاسيسهم، فجادت قرائحهم بأروع الأشعار الخالدة والمخلدة لآلام وبطولات الشعب الجزائري. واعتبرت تيقاني من جهة أخرى، الشعر الثوري منبرا هاما لنقل أخبار الثورة وصنع أمجادها، ولا يزال الشاعر العربي يدافع عن قضايا مجتمعه قاطبة، كما استطردت تقول، حيث رهن قلمه وحياته لتجسيد أحلام وطموحات الثورة، وهو نيل الحرية والاستقلال. فكان حينها شعره مشهدا فنيا يعكس مختلف الظواهر الاجتماعية والسياسية للثورة الجزائرية، وتعددت مواضيعه من التغني بالوطن والحرية، تجسيد مبدأ الاستقلال والانتماء العربي الإسلامي، إلى الدفاع عن اللغة العربية. وقد أشادت المتحدثة بهؤلاء الشعراء الذين حملوا على عاتقهم همّ الثورة، وذكرت على سبيل المثال، شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، الشاعر محمد لخضر السائحي (ديوان همسات وصرخات). وشعراء عرب مدافعين عن القضايا العربية المصيرية، على غرار الشاعر الليبي أحمد الفقيه الحسن، الشاعر المغربي عبد اللطيف أحمد خالص، نزار قباني وقصيدته الخالدة "جميلة بوحيرد". تفتخر دليلة تيقاني بكونها تنتمي لأمة أشعلت ثورتها العالم، وساندها الشعراء بقوة في مختلف المحافل الدولية والمهرجانات، دفاعا عن حقها في استرداد حريتها المغتصبة، وتنحدر من أسرة ثورية في تلك الربوة المنسية كيمل الثورية، وحرصت على أن يلقن النص الشعري للأطفال، ولخصت كلمتها حول الاحتفال بعيد الاستقلال بقولها، إن الشعر رسالة سامية ومقدسة للبوح بالأحاسيس المكتظة داخل الإنسان. وأضافت "أن تكتب شعرا، يعني أن تترجم شعورك على هذا الورق الأبكم الأصم، فتحييه بعد موات بلغة موزونة مجموعة الشتات. وتلك الرسالة السامية للشعر لا يستطيع تفهم كنهها إلا ذوو الملكة والإلهام وصدق الوطنية.. لأن القصيد كما استطردت قول "هو المنفى والوطن لمن لا وطن لهم في هذا العالم المليء بالآثام، التغريب والخذلان". تعد الكاتبة الشاعرة دليلة تيقاني المعروفة بهمس الوجدان، من أبرز النشطات في الحقل الثقافي بباتنة، عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين بباتنة، بسكرية النشأة، باتنية المولد، تلقت دراستها بجميع مراحلها في مدينة بسكرة، عشقت الحرف منذ نعومة أظافرها، فأبدعت في كتابة الخاطرة وعمرها ثلاث عشرة سنة، حتى ساقها البوح إلى كتابة الشعر، لكنها كانت مختفية وراء الظروف. كما شاركت في عدة ملتقيات فكرية وأدبية بباتنة وبسكرة وعين التوتة، وتحصلت على شهادات مشاركة وتكريم. صدر لتيقاني ديوان شعري بعنوان "عندما تبكي النوارس"، مجموعة أشعار ونصوص مختلفة شاركت به في بيع بالإهداء في المعرض الوطني بقاعة "أسحار"، وكذا معرض الجزائر الدولي للكتاب "سيلا" بالعاصمة. وفي ثاني ديوان سيرى النور قريبا تحت عنوان "آخر دموع النورس"، وهو مجموعة شعرية وجدانية مختلفة، وديوان ثالث قيد الطبع بعنوان "رائحة التراب"، وهو مجموعة نصوص في مختلف نظريات الحياة، إلى ذلك تخوض في الهايكو والقصة القصيرة لم ير النور بعد.