كشف الأديب الجزائري واسيني الأعرج عن بداية تمارين مسرحية "ميّ زيادة، ليالي العصفوريّة"، من إعداد وإخراج وسينوغرافيا البروفسور اللبناني طلال درجاني، عن رواية "ليالي إيزيس كوبيا.. 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية". وعمل درجاني المتخصص إلى جانب الإخراج المسرحي والسينوغرافيا، في الإعداد الدرامي للنص الروائي طيلة سنتين، على تحويل الرواية إلى نص مسرحي إبداعي عصري، ووفيّ تماما للرواية والقصة الأصلية، قبل أن يشرع في بلورة رؤيته الإخراجية في خطة فنية إبداعية متكاملة، تشمل كل تفاصيل اكتمال العرض المسرحي منذ كتابة النص، وابتكار وتصميم السينوغرافيا، واختيار الموسيقى، ومسرحة وتأليف طاقم العمل من ممثلين وفنيين، وصولا إلى تحقيق شخصيات المسرحية، وتنفيذ كامل الرؤية المحددة؛ من خلال بروفات يومية تمتد لساعات وأشهر لبلوغ أرقى أشكال الإتقان في الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا، ومجمل الترجمة الحسية الإبداعية لأبعاد وأفكار النص الأساس وقضية نابغة العرب. وتؤدي الدكتورة ماريّا كريستي باخوس دور ميّ زيادة في العرض، الذي يُعد حدثا ثقافيا فنيا حضاريا كبيرا، كما هو ثمرة مجهود ضخم، بدأه الدكتور واسيني الأعرج برحلة بحثه المضنية عن المخطوطات المخفيّة للأديبة، والتي دوّنتها كشهادة ضد المجرمين، الذين تحاملوا عليها، وظلموها، وعملوا على اغتيالها معنويا وجسديا عندما أرسلوها إلى العصفوريّة، هذا بالإضافة إلى صعوبة البحث عن تفاصيل ملابسات القضية، فكانت ثمرة الكاتب رواية "مي زيادة إيزيس كوبيا".