استبشر مستشارو التغذية المدرسية، عبر ولايات الوطن، خيرا، بقرار رئيس الجمهورية المتعلق بالإسراع في استحداث ديوان وطني للمطاعم المدرسية، مؤكدين أن "المولود الجديد" سيضع حدا للتلاعب بهذه الخدمات ويقضي على تسييرها "الأعرج". كما أكدوا استعدادهم للتعاون مع المكلفين بتأسيس هذا الجهاز لتقديم اقتراحاتهم وخبراتهم في الميدان، قصد تحضير الإجراءات القانونية وضبط المهام والصلاحيات والهيكل التنظيمي للديوان. عبّر مستشارو التغذية المدرسية عن ارتياحهم للتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، حيث ألح على ضرورة الانتهاء من تأسيس أول ديوان وطني للمطاعم المدرسية، يتكفل بتقديم خدمات نوعية لتلاميذ الطور الابتدائي، ويضمن وصول مساعدات الدولة لهذه الفئة الهشة. وذكر رئيس التنسيقية الوطنية لمستشاري التغذية المدرسية، عز الدين اسماعيل، في اتصال مع "المساء" أن جميع المستشارين والمفتشين يستبشرون خيرا بهذا القرار، الذي سيعجل في تحسين الخدمات، مشيرا إلى أن إطارات القطاع، مستعدون لتقديم زبدة خبراتهم الميدانية للسلطات الولائية المكلفة باستحداث هذا الديوان بأمر من رئيس الجمهورية. وأفاد اسماعيل أن إطارات التغذية المدرسية لهم نظرة شاملة عن واقع هذه الخدمات، ومطلعون على كل النقائص والعراقيل الإدارية، ويعرفون خبايا تسيير القطاع، الذي كان تسييره إلى غاية 2016 مشتركا بين مصلحة التغذية المدرسية التابعة لمديرية التربية ونظيرتها بالجماعات المحلية، حيث كان التمويل من طرف مديرية التربية وتسيير الهياكل وتوفير العمال من طرف البلديات. وبحلول2017، حسب محدثنا، صارت أموال هذه الخدمات تضخ في حساب البلديات، "التي لم تنجح إلى حدّ كبير في تسيير هذه الخدمات، كونها لا تتوفر على عنصر بشري مؤهل.. فأعوان النظافة أصبحوا طهاة وأعوان الحراسة مسؤولين عن تقديم الوجبات، ليبقى مفتشو التربية خارج العملية التسييرية، لا يملكون إلا حقّ النظر". وأضاف رئيس التنسيقية، أن زملاءه المستشارين، غالبا ما يقفون على تجاوزات ونقائص جمة، تخل بهذه الخدمة، وتنزل بها إلى الحضيض، ولا يملك هؤلاء الإطارات إزاءها إلا صلاحيات التغيير أو الاستدراك، باعتبار الجانب المالي والتسييري كله منوط بمصالح البلدية. ومن أغرب الملاحظات التي يرفعها مستشارو التغذية، أن إحدى البلديات لم توفر اللحوم بنوعيها في وجبات التلاميذ لأكثر من 3 سنوات، ما يبعث، حسبهم، على التساؤل عن مصير هذه المساعدات التي لم تصل إلى أصحابها، ويؤكد ضرورة التعجيل باستحداث هذا الجهاز، الذي سيعمل على تكوين إطاراته واختيار المختصين منهم لتسيير هذا القطاع. ويبدي إطارات التنسيقية استعدادهم، للمساهمة في تأسيس هذا الديوان وتأطيره فيما بعد، وكذا جاهزيتهم لتقديم كل الاقتراحات للمصالح الولائية المكلفة بإثراء هذا الملف والخروج بتوصيات وتوجيهات، تكون أرضية لتشكيل مسودة للنصوص القانونية المنظمة لهذا الجهاز والتي من شأنها تحديد الإطارات التي تسهر على تطبيقه وتجسيده في الميدان. للإشارة كانت نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ، أكدت ل"المساء" أنها تثمّن قرار رئيس الجمهورية، القاضي بالإسراع في استحداث ديوان وطني للمطاعم المدرسية، نظرا لما له من دور أساسي في توفير مناخ سليم للتلميذ وضمان تمدرس أمثل، معتبرين حرص الرئيس وإيلائه الأهمية الاستثنائية للمطاعم المدرسية في المناطق البعيدة خطوة كبيرة، تستجيب لمطالب الأسرة التربوية، وتخفف معاناة التلاميذ، لاسيما بالبلديات الفقيرة التي لا تقوى على توفير وجبات صحية للتلاميذ.