أكد السيد عدلان خالد بن تونس الذي يرأس الزاوية العلوية الدرقاوية الشاذلية يوم أمس خلال لقائه بالصحافة الوطنية بفندق شيراطون وهران على ضرورة مواصلة العمل الذي يقوم به أجداده منذ قرن من الزمن لتكريس المحبة والمودة بين الناس في المجتمع الواحد والسعي الدؤوب للم الشمل ونبذ الغبن وتجسيد المصالحة وكل ما من شأنه أن يضمد جراح المسلمين خاصة وأن الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى الوحدة والتوحيد بالحكمة والموعظة الحسنة تجسيدا للعديد من آيات الذكر الحكيم وقول الرسول الكريم : "المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا". من هذا المنطلق كانت فكرة الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى للطريقة الصوفية العلوية الدرقاوية الشاذلية بتوجيه الدعوة للعديد من البلدان للمشاركة في هذه الندوة التي أكدت بخصوصها 37 دولة مشاركتها من كامل القارات الخمس وذلك بتوافد أزيد من 3000 مشارك سيحطون الرحال يوم 23 جويلية بمطار السانيا وهران على متن 7 طائرات خاصة للتوجه بعدها نحو مدينة مستغانم التي ستحتضنهم طيلة أسبوع كامل يتم خلاله تدارس العديد من القضايا التي تهم المجتمع الإنساني كله حيث تم برمجة عدة محاضرات يلقيها 80 محاضرا من جامعات جزائرية وأوربية وأمريكية وآسيوية تهم كلها عالم التصوف ومختلف الطرق الواجب اتباعها لنشر أفكار التسامح والتآلف والتوحيد إلى جانب العديد من القضايا الهامة الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تهم العالم المعاصر كقضية التحولات المناخية بين الحقيقة والواقع والآفاق أو قضية التربية في عالم التصوف ودور التربية من أجل تسيير مسؤول للكرة الأرضية مع التطرق أيضا إلى مجال العولمة والدين وإنتاج الذات، يذكر أن محاور هذه الذكرى المئوية تدور حول سبعة مواضيع حسب عدد أيام الاحتفال وتتعلق بالأرض والاتصال ووسائل الإعلام والعولمة وعالم التوحيد والاجتهاد وكذلك محور الروحانية والتصوف أو العالم الصوفي إلى جانب محور المستقبليات. يذكر كذلك أنه سيتم بالمناسبة تنظيم ورشات عمل وتفكير يومية تدور كلها حول الموضوع المقترح للنقاش إلى جانب تنظيم سهرات روحانية صوفية طيلة أسبوع الذكرى وبمشاركة مجموعات الورشات الموسيقية القائمة على الطبوع الدينية والحوزي والأندلسي بقيادة أساتذة مختصين من الجزائر والمغرب وفرنسا. كما تمت برمجة العديد من المعارض على هامش هذه الذكرى المئوية تدور كلها حول التاريخ والمجتمعات بحيث تمت برمجة معرض خاص بالأمير عبد القادر وكفاحه ضد المستعمر الى جانب معرض خاص بتاريخ الجزائر وثقافاتها المختلفة والمتعددة والفنون التقليدية والمقامات والأضرحة التي تزخر بها المنطقة والجزائر على وجه العموم إلى جانب إعطاء الفرصة للجمهور لزيارة أربع قرى تم إنجازها لهذا الغرض تتعلق بقرية جزائرية وأخرى مغربية وثالثة أوروبية ورابعة عالمية تضم عادات وتقاليد أسيوية من اندونيسيا وكشمير والهند. أما المواضيع الأخرى التي يتعرض لها المعرض في كتبه ولوحاته فتدور مواضيعها حول الذهب الأزرق والقمح والزيتون وكذا مشاكل المحيط والبيئة إلى جانب الخطوط المختلفة لكتابة القرآن الكريم ثم موضوع الصوفية والتصوف وموضوع المرأة المسلمة وكيفيات معالجتها لمختلف المشاكل التي تواجهها في حياتها اليومية واحتياطاتها...الخ. ومن أهم ما نحاول إبرازه احتفالية الذكرى المئوية الأولى للزاوية العلوية الدرقاوية الشاذلية هو وصول قافلة الأمل إلى الملعب البلدي والتي انطلقت يوم 29 جانفي من ضريح الشيخ عبد الرحمن الثعالبي بالعاصمة لتجوب 33 ولاية بعد أن قطعت ما يعادل 10 آلاف كلم وحطت رحالها في 55 مدينة وشاركت حيثما حلت في تظاهرات ثقافية وعلمية ورياضية.