يجري بولاية الجزائر، تعميم استعمال مياه جميع محطات التطهير في سقي المساحات الخضراء، للتخلص من شبح الجفاف، وعدم الاتكال على المياه الجوفية، الموجهة بالدرجة الأولى لدعم مياه الشرب، حيث انطلقت منذ عدة أشهر، عملية سقي مساحات كبيرة من الأشجار الصفية والنباتات التزيينية ومساحات العشب، خاصة بمحاور الطرق الرئيسية، التي حافظت على خضرتها وجمالها في عز فصل الصيف، بفضل استغلال مياه التطهير، التي كانت تصب في البحر وتذهب هدرا. من المنتظر، أن تؤمن ولاية الجزائر احتياجاتها من مياه سقي المساحات الخضراء، حيث قطعت أشواطا متقدمة للتحول من الاعتماد على المياه الجوفية، رغم قلتها وعدم كفايتها، إلى استغلال المياه المعالجة والمسترجعة من محاطات التطهير، حيث تضم العاصمة 4 محطات هي؛ براقي، بني مسوس، الرغاية وسيدي عبد الله، التي كانت مياهها تذهب سدى دون استغلال. ويظهر أن موجة الجفاف التي ضربت البلاد، خلال السنوات الأخيرة، كانت أكبر دافع للسلطات العمومية من أجل التفكير في مواجهة مشكل ذبول وتلف المساحات الخضراء، وتأثيرها على الجانب الجمالي والبيئي، بالإضافة إلى إلحاح مؤسسة تطوير المساحات الخضراء لولاية الجزائر "أوديفال"، على هذا المورد الهام الذي لا ينضب، ولا يتأثر أبدا بموجات الجفاف. وقد بدأت ثمار هذا التحول تظهر خلال القمة العربية المنعقدة في الجزائر، حيث زادت السلطات العمومية في تسريع وتيرة الانتقال إلى مياه التطهير، عن طريق ملء الصهاريج المتنقلة، وتجريب السقي بالأنابيب لأول مرة، عبر الطريق الاجتنابي الجنوبي، باعتباره قريبا من محطة التطهير ببراقي، الذي أصبح يضمن سقي جزء كبير من المساحات الخضراء، حسبما أكده لنا مدير "أوديفال"، كمال يعقوب، الذي أوضح، أن أول ربط بقنوات السقي كان من محطة براقي، التي تضمن سقي المساحات الخضراء بالطريق المذكور، من نقطة حي العناصر قبالة مؤسسة "سيفيتال"، إلى المطار، ثم إلى غاية برج الكيفان. وكشف يعقوب، أن الشبكة الثانية، تتعلق باستغلال مياه محطة التطهير ببني مسوس، التي يجري تجريبها منذ عدة أشهر، وستمكن من سقي جزء كبير من الأشجار والنباتات التزيينية والأشجار الصفية، غرب العاصمة، خاصة بحديقة "دنيا بارك"، التي تتربع على مساحة ألف هكتار، ومحور الطريق السريع نحو زرالدة، مما يخفف من اللجوء إلى الصهاريج، التي ستدعم النقاط غير المربوطة بشبكة المياه المسترجعة. وأفاد مدير "أوديفال"، أن قنوات الري الممتدة من محطة بني مسوس، ستروي المساحات الخضراء بالطريق الاجتنابي الجنوبي نحو سيدي فرج، زرالدة، وإلى غاية حدود ولاية تيبازة، فضلا عن الطريق الوطني رقم "36" الرابط بين الشراقة والدويرة، حيث تم مد القنوات، في انتظار وضع محطة الضخ. أما بالنسبة لمحطة التطهير في الرغاية، التي ستضمن سقي المساحات الخضراء بشرق العاصمة، ومحطة سيدي عبد الله، التي تروي جزء بغرب الولاية، فإن مديرية الري، تعكف على إجراء دراسة لاستغلال مياه هاتين المحطتين، لتكتمل مساعي التكفل الحقيقي بالمساحات الخضراء، وإبعاد شبح التصحر والتخوف من موجات الجفاف، التي تهلك كلما هو أخضر. للإشارة، ارتفعت الفضاءات الخضراء، التي تشرف على تسييرها "أوديفال" في عام 2023، بنسبة 2.19 بالمائة، حسبما أكده مديريها في وقت سابق ل"المساء"، حيث زاد عدد الأشجار الصفية بنسبة 3.28 بالمائة، علما أن المساحات الخضراء التي تتوزع بين حدائق تضم خدمات للزوار، وحدائق صغيرة، وساحات، ومساحات خضراء، قفزت من 926 إلى 960 حيز، لترتفع معها المساحات الخضراء من 4964507 إلى 5006637 متر مربع. معلوم أن مؤسسة "أوديفال"، تغطي كل بلديات العاصمة 57، وتنحصر مهمتها الرئيسية في تسيير وإدارة المساحات الخضراء، وتتكفل بعدة مهام، منها تعزيز وتطوير وإدارة وصيانة المساحات الخضراء بالولاية، والتقليم الدوري للأشجار في المناطق الحضرية والساحات العامة في ولاية الجزائر، وإنتاج وتسويق الأشجار والشجيرات، مثل نباتات الزينة المختلفة، وتقديم الدعم الفني والمساعدة للبلديات، في إنشاء وتطوير حدائقها ومساحاتها الخضراء المجاورة، ويتم إعداد مخطط العمل سنويا، يعرض على مجلس الإدارة، للمناقشة والمصادقة عليه.