احتفل العالم أمس بعيد ميلاد نيلسون مانديلا، أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، بإقامة عدة حفلات موسيقية على شرفه، وذلك في بلده وفي نيويورك، واختار الآلاف من مواطنيه تكريمه عبر المشاركة في أعمال تطوعية. وقد أطفأ مانديلا الذي يعتبر رمز المصالحة في بلاده بعد عقود من التفرقة العنصرية بين السود والبيض، شمعته ال91 وسط أصدقائه المقربين في منزله بجوهانسبورغ، وذلك بسبب وضعه الصحي، الذي يصعب من تنقلاته، مستأنسا ببطاقات المعايدة التي انهالت عليه من كل حدب وصوب، ووردت من شخصيات عالمية وأخرى من أفراد عاديين. وبالمناسبة أثنى العديد على حامل جائزة نوبل للسلام، الذي يبقى رمزا للتسامح والحرية، حيث اعتبر فريدريك دبليو دو كليرك أن "مانديلا ساهم بطريقة فريدة في إرساء الديمقراطية والمصالحة الوطنية"، بينما قال الرئيس الحالي جاكوب زوما انه "إذا كانت هناك قصة واحدة لا بد أن تروى عن شخصية ألهمت العالم، فهي قصة التواضع والإنسانية الحقة التي تترجم قصة نيلسون مانديلا". وجرى أبرز احتفال تكريمي لمانديلا أمس في نيويورك حيث أقيم حفل موسيقي شارك فيه العديد من النجوم، مثل أسطورة "السول" الأميركية اريثا فرانكلين وستيفي ووندر، بالإضافة إلى كارلا بروني ساركوزي حرم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. أما في جنوب إفريقيا فالاحتفالات عمت البلاد، ولا سيما في وسط جوهانسبورغ كما دعي السكان إلى تكريم زعيمهم التاريخي عبر تكريس جزء من وقتهم للعمل التطوعي ومساعدة الآخرين، تجسيدا لفكرة "يوم مانديلا"، التي تقوم على أن يكرس كل فرد في 18 جويلية المصادف ليوم ميلاد مانديلا، 67 دقيقة للعمل التطوعي، ويرمز الرقم 67 إلى السنوات التي تطلبها نضال مواطني جنوب إفريقيا السود للحصول على المساواة في بلدهم. يذكر أن مانديلا الذي قاد حركة نضال السود ضد النظام العنصري في جنوب إفريقيا، أمضى 27 عاما في السجن، وما أن أفرج عنه في 1990 حتى دخل في مفاوضات مع النظام العنصري وانتخب رئيسا للبلاد في أول انتخابات متعددة الأعراق جرت في 1994، لينسحب من الحياة السياسية بعد خمس سنوات.