❊ مخاوف من تكرار سيناريو تدمير مجمّع الشفاء في المستشفى الاندونيسي مع احتدام المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة خاصة في شمال قطاع غزة ودخولها مرحلة حرب المدن والشوارع، يزداد تخبط الاحتلال الصهيوني الذي يتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ويغطي عليها بمواصلة حرب إبادة جماعية انتقامية في حق سكان غزة الذين يواصلون عد شهدائهم، حيث تخطت الحصيلة عتبة 13 ألف شهيد و30 ألف جريح منذ شهر ونصف الشهر من العدوان الصهيوني الجائر. فبعد مرور شهر ونصف الشهر من شنّ عدوانه الدموي على قطاع غزة، لم يتمكن جيش الاحتلال، المدعوم لوجستيا وماليا من قوى دولية عظمى تتقدمها الولاياتالمتحدة، من تحقيق أي انتصار في معركته مع المقاومة الفلسطينية باستثناء ما يخلفه طيرانه الحربي ومدفعيته من خسائر مؤلمة في أرواح المواطنين الفلسطينيين وما يصاحب ذلك من دمار وخارب هائلين للمنشآت المدنية والبنى التحتية للقطاع. ويحاول الاحتلال الترويج لتلك الخسائر المؤلمة التي تسبب فيها على أنها أهداف عسكرية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تمكن من تدميرها ويقدمها على شكل تمثيليات بطلها المتحدث باسم جيش الاحتلال الذي يطل في كل مرة على شاشة التلفزيون بزعم أن ما يقدمه أدلة واضحة على استخدام حماس للمستشفيات كقواعد عسكرية لها. وعلى الرغم من ذلك، سرعان ما يتضح للرأي العام العالمي الزيف والتضليل الذي يمارسه الكيان الصهيوني الذي فقد دعم جزء كبير من التعاطف الدولي معه، بدليل استمرار تعاظم المظاهرات المدينة لجرائمه في غزة والمطالبة بوقف إطلاق نار فوري عبر مختلف المدن والعواصم العالمية من آسيا الى أوروبا مرورا بالأمريكيتين وصولا إلى إفريقيا.وهو ما جعل هذا المسؤول العسكري الصهيوني محل سخرية لدى عديد رواد التواصل الاجتماعي عبر العالم الذين صوروا فيديوهات ساخرة من الرواية الاسرائيلية الكاذبة وضعت هذا الكيان الغاصب في حالة من الحرج الشديد. وأصبح واضحا من خسائر الكيان الصهيوني أنه كلما زادت كلفته في الميدان زاد انتقامه من المدنيين في الغزة، وقد أقر الى لغاية أمس بمقتل 64 من جنوده في المعارك البرية والحقيقة أن خسائره أكبر بكثير بتأكيد كتائب القسام وما تقدمه من أدلة واقعية تثبت ضراوة القتال الجاري في غزة وكيف تتمكن عناصر المقاومة من دك قواته وآلياته العسكرية المتطورة والفتاكة. بل اتضح للعلن الضربات الموجعة التي يتلقها على يد المقاومة التي أمطرت، أمس، عمق الكيان الصهيوني بوابل من القذائف الصاروخية ضمن رشقات ثقيلة ومتتالية، دوت على إثرها صافرات الانذار في كل من تل أبيب وعسقلان واسدود وعدد كبير من المستوطنات في فلسطينالمحتلة. بل ضربات المقاومة بلغت أيضا الضفة الغربية، حيث أعلنت كتائب المجاهدين عن تمكن مقاوموها من اطلاق النار على توغل جنود الاحتلال في جنين والاشتباك مع قوة خاصة اسرائيلية في طوباس مع إطلاق النار على جيب في مخيم عين شمس في طولكرم. وإلى جانب اشتعال الضفة الغربية، تشكل الجبهة اللبنانية عبئا آخر يثقل كاهل قوات الاحتلال التي أصبحت ترد عشوائيا على ضربات حزب الله لمواقعها في شمال الكيان الصهيوني. وأمس فقط أعلن حزب الله أنه "ودعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييدا للمقاومة الباسلة" استهدفت عناصره تجمع مشاة إسرائيلي في محيط موقع الظهيرة بالقذائف المدفعية وحققوا فيه اصابات مباشرة. مخاوف من تكرار سيناريو تدمير مجمّع الشفاء في المستشفى الاندونيسي بعد استكمال تدميره لمجمّع الشفاء الطبي ومواصلة احتجازه، بحسب ما أكدته السلطات الصحية في غزة، ل700 شخص منهم 259 جريح ومريض في المشفى، وجّه الاحتلال الصهيوني نيران مدفعيته صوب المستشفى الاندونيسي الذي يتواجد به 650 جريح وهو الذي لا تتجاوز طاقة استيعابه 140 سرير. واستهدفت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر أمس، المستشفى الإندونيسي شمال مدينة غزة بالرصاص الحي بشكل مباشر والقذائف المدفعية في محيطه في مجزرة جديدة في حق المرضى والجرحة والنازحين بالمشفى. وأكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن استهداف المستشفى الاندونيسي يعني توقف كل الخدمات الصحية في شمال غزة، مبديا مخاوفه من وقوع مجازر أخرى بدليل أن الاحتلال يواصل تشديد الخناق على المستشفى ولم يقدم أي ضمانات بشأن ممر آمن لإجلاء الجرحى والنازحين الذي احتموا به. كما أكد البرش أن قوات الاحتلال تحاول تحويل المستشفى الى ثكنة بعد جرائمه في مجمع الشفاء الطبي الذي زارته أول أمس لجنة من الأممالمتحدة، غير أنه والى غاية أمس لم يصدر أي جديد بخصوص عملية إجلاء العالقين به والذين يعانون من وضع مأساوي بدون ماء وغذا وكهرباء. ويواصل جيش الاحتلال حربه على مستشفيات غزة بقصفه أمس لمحيط مستشفى العودة في شمال قطاع غزة، مع تكثيف طائراته الحربية ومدفعيته قصف المساكن والمنازل وتدميرها فوق رؤوس قاطنيها في مناطق مختلفة من القطاع. ولم يتم التأكد من عدد الشهداء جراء الغارات الأخيرة التي تستهدف مناطق متفرقة خاصة في شمال القطاع بسبب صعوبة وصول الطواقم الطبية والدفاع المدني، إضافة إلى انقطاع الاتصالات والانترنت في تلك المنطقة. بكين تؤكد ضرورة تحرّك دولي سريع لوقف الكارثة الانسانية في غزة أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ ايي، أمس، أن المجموعة الدولية مطالبة بتحرك عاجل لوقف "الكارثة الإنسانية" بقطاع غزة. ورافع رئيس الدبلوماسية الصينية في كلمة أمام دبلوماسيين غالبيتهم من الدول الاسلامية من أجل "العمل سويا للتوصل إلى تهدئة سريعة للوضع في غزة وإرساء السلام في منطقة الشرق الاوسط في أسرع وقت ممكن". وقال إن "كارثة إنسانية تحدث في غزة"، مضيفا بأن الوضع في هذا الجزء من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة "يؤثر على كل بلد في العالم، ما يدعو إلى التشكيك في مفهوم الصواب والخطأ والمبادئ الأساسية للإنسانية". "الأونروا" تصف الوضع في قطاع غزة ب"النكبة الجديدة" اعتبرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن ما يحدث في قطاع غزة من تدمير للأحياء السكنية ونزوح مئات الآلاف من بيوتهم واستهداف لمقراتها التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين، يؤكد أن الفلسطينيين يعيشون نكبة جديدة. وأشارت إلى أن جميع المدارس التي تستخدمها الوكالة كمراكز لإيواء اللاجئين معروفة لقوات الاحتلال الصهيوني ولديها إحداثيات بها وعلى علم بأنها تؤوي مئات آلاف النازحين. وقال المستشار الإعلامي للوكالة في قطاع غزة، عدنان أبو حسنة، في تصريحات صحفية إن "الحدث كبير ويفوق إمكانيات الأونروا.. هناك أحياء كاملة دمرت ومئات الآلاف خرجوا من بيوتهم لا يملكون أي شيء.. نحاول جاهدين أن نقدم كل ما لدينا، لكن الاحتياج كبير والإمكانيات محدودة.. الناس فقدوا كل شيء.. هي نكبة حقيقية.. نكبة ثانية للفلسطينيين.. دمرت بيوتهم ولا يملكون أي شيء.. مشاهد النزوح تذكرهم، وهذا موجود في الذاكرة الجماعية للفلسطينيين، بمشاهد عام1948 ". وأضاف "شهدت حروبا كثيرة قبل ذلك في غزة، لكنني لم أر حجم هذه المأساة.. إنها نكبة جديدة للفلسطينيين.. لم أكن أتوقع أن أرى مئات الآلاف من النازحين الذين تركوا كل شيء.. لم أر في حياتي، إزالة أحياء كاملة عن الوجود في مدينة غزة.. رأيت أناسا، هم سكان مدينة غزة الأصليون الذين لم يغادروها منذ آلاف السنين، ولكن اليوم أصبحوا لاجئين ونازحين في مدينة جديدة". منظمة التحرير الفلسطينية تدين نبش الاحتلال القبور وسرقة جثث الشهداء استنكر عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عمر الغول، أمس، بشدة الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني التي شملت هدم ونبش القبور الجماعية في مستشفى "الشفاء" الطبي في قطاع غزة . وقال الغول في تصريحات إعلامية إن الانتهاكات في مستشفى الشفاء الطبي تعكس همجية كيان الاحتلال وتؤكد بالدليل القاطع ارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، منتقدا في الوقت نفسه مواصلة واشنطن دعمها للاحتلال في ظل الإثباتات والأدلة الموثقة لجرائمه في غزة. وأكد المسؤول الفلسطيني، خطف قوات الاحتلال جثث الشهداء من داخل مستشفى الشفاء بغزة من أجل المقايضة عليهم في عملية تبادل الأسرى، متهما في الوقت نفسه الكيان الصهيوني بالاتجار في الأعضاء البشرية، وطالب الدول العربية بممارسة المزيد من الضغوط واستخدام كافة أوراق القوة المتوفرة لديها من أجل وقف العدوان على القطاع. رياض منصور .. فظائع الكيان الصهيوني في غزة "إهانة للإنسانية" أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، على أن الفظائع والإرهاب الذي يرتكبه الكيان الصهيوني في قطاع غزة يشكل "إهانة للإنسانية" ولا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة. جاء ذلك في رسائل متطابقة بعثها المندوب الدائم لدولة فلسطين إلى كل من الأمين العام الأممي ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر "الصين" ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن مواصلة الكيان الصهيوني شن عدوانه الشرس على الشعب الفلسطيني الرازح تحت احتلالها، متجاهلا بذلك الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار ودعوات الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى هدنة إنسانية.