❊ الموقف المشترك لدول الاتحاد الإفريقي سيرفع الظلم التاريخي على القارة ❊ إفريقيا مستعدة للمساهمة في مواجهة الوضع العالمي المؤسف ❊ المقاربات التقسيمية تؤدي إلى تفاقم صعوبات مجلس الأمن الدولي دعا وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أول أمس، بأويالا بغينيا الاستوائية، البلدان الإفريقية إلى العودة إلى الموقف المشترك للقارة، قصد التأثير على مسار ترقية نظام متعدّد الأطراف سليم، يقوم على مبادئ ميثاق الأممالمتحدة. قال عطاف خلال أشغال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الخامسة لمجموعة العشرة الافريقية حول إصلاح مجلس الأمن، حيث مثل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، "نحن متفقون جميعا على القول بأن إفريقيا ينبغي أن تتحدث بصوت واحد حول مسألة إصلاح مجلس الأمن وكل المسائل الأخرى التي تخص قارتنا"، داعيا كل البلدان الإفريقية إلى العودة إلى "موقف مشترك إفريقي بخصوص إصلاح مجلس الأمن للأمم المتحدة"، وشدّد على ضرورة أن تظل دول القارة وفية لهذا الموقف المشترك "باعتباره سليما وعادلا يلبي كل انشغالاتنا ومصالحنا المشتركة". واعتبر عطاف ذلك "السبيل الوحيد للمضي قدما من أجل ضمان أن يكون لصوتنا الجماعي وزن في هذا المسار الرامي إلى تعزيز نظام متعدد الأطراف سليم يقوم على القواعد والمبادئ والمثل المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة"، مذكرا كيف أتى ذلك بثماره عندما أصبح الاتحاد الإفريقي عضوا كامل العضوية في مجموعة 20". في ذات الصدد، أشاد الوزير بالدعم الكبير الذي لا يزال "الموقف الإفريقي المشترك" يستفيد منه بين الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، موضحا أنه يجسد قبل كل شيء الإرادة الجماعية للدول 55 في الاتحاد الإفريقي، ويهدف إلى "رفع الظلم التاريخي المفروض على قارتنا". "وأمام نظام أمن عالمي مشلول"، يضيف الوزير، "فإن إفريقيا مستعدة للمساهمة في الجهد الجماعي الرامي إلى مواجهة هذا الوضع العالمي المؤسف بكل التزام وحزم وإخلاص، وينطبق هذا على إصلاح مجلس الأمن بالأممالمتحدة لتفادي تدهور هذا الوضع بشكل أكبر وخروجه عن السيطرة". وحذر عطاف من "كل محاولات إجهاض هذا المسعى أو أي مقاربة تقسيمية تؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي يعاني منها حاليا مجلس الأمن"، قائلا في هذا الخصوص "إننا نحتاج اليوم إلى مقاربة شاملة، نتمنى أن تقودنا إلى تشكيل مجلس أكثر تمثيلا ونجاعة". كما عبر وزير الشؤون الخارجية عن عمق وعيه بالعلاقة المعقدة بين التمثيل والنجاعة، مضيفا أن "التمثيل وحده لا يمكنه ضمان النجاعة وأن النجاعة في غياب تمثيل عادل، ستكون غير واقعية وغير قابلة للتجسيد". واستطرد بالقول "من وجهة نظرنا، يمكن تجاوز هذا المأزق إذا وسعنا النقاش ليشمل القواعد التي تحكم عمل مجلس الأمن ومسار قراراته وتفاعله مع نظام الأممالمتحدة في مجمله"، مبرزا أن "كل المجموعات المشار إليها في مسار الإصلاح، يجب أن يتم التعامل معها في وقت واحد وبطريقة شاملة ومتناسقة". نشاطات مكثفة لوزير الخارجية على هامش الاجتماع الوزاري وأجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة مجموعة العشرة الإفريقية بمدينة أويالا، محادثات ثنائية مع نظيره من جمهورية الكونغو، جون كلود جاكوسو، حيث تطرّق الطرفان إلى علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها، إلى جانب آفاق تعزيز التنسيق البيني في إطار اللجنة الافريقية رفيعة المستوى المكلفة بملف المصالحة الوطنية في دولة ليبيا الشقيقة، والتي ترأسها جمهورية الكونغو. كما تلقى عطاف، على هامش مشاركته في أشغال الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة مجموعة العشرة الإفريقية، مكالمتين هاتفيتين من نظيريه التونسي، نبيل عمار والموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، كما التقى الوزير الليبي المكلف بالشؤون الخارجية، علي الصادق. وخصّصت هذه الاتصالات التي تندرج في إطار تقاليد التشاور والتنسيق حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، لتبادل الآراء حول الاجتماع الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط المقرر عقده آخر هذا الشهر ببرشلونة الاسبانية، وفقا لبيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، الذي أشار إلى أن المحادثات أكدت على تجانس مواقف الدول الشقيقة بخصوص هذا الاجتماع الذي ينعقد في سياق تواصل الاعتداء الصهيوني الغاشم على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالخصوص في قطاع غزة المحاصر.