يلعب مساء اليوم، المنتخب الوطني مباراته الثانية من مرحلة المجموعات لكأس إفريقيا للأمم أمام منتخب بوركينافاسو، على ملعب السلام ببواكي، وهو يستهدف تصحيح وضعيته في المجموعة الأولى، من خلال تحقيق الفوز لتدارك تعثره في الجولة الأولى أمام أنغولا، والانفراد بصدارة المجموعة الرابعة، تمهيدا للتأهل إلى الدور الثاني، رغم تخوفات الجزائريين من تكرار سيناريو افتتاحية "الكان" ودرجات الحرارة العالية ببواكي. وكان المنتخب الوطني تعادل في مباراته الأولى، الاثنين الماضي، أمام أنغولا بهدف لمثله، في لقاء ظهر فيه بوجهين، مقبول في المرحلة الأولى ومتواضع في الشوط الثاني، ما أثار الكثير من الشكوك بخصوص قدرة زملاء محرز على تجاوز خيبة "كان" الكاميرون الأخيرة، في وقت سجل فيه منتخب بوركينافاسو فوزا غاليا على موريتانيا بهدف دون رد، سجله من ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع. واستعد "الخضر"، لمواجهة بوركينافاسو وسط أجواء سادتها السرية التامة وغلق التدريبات من طرف الناخب الوطني، جمال بلماضي، الذي كان المدرب الوحيد في البطولة الذي لجأ إلى هذا الخيار، مكتفيا بالالتزام بفتح حصة تدريبية واحدة فقط في وجه وسائل الإعلام، تبعا للوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وذلك لأسباب متعددة منها رغبته في إبعاد الضغط عن لاعبيه والتحضير الجيد لمواجهة "الخيول"، ولغضبه من الانتقادات القوية، التي طالته ولاعبيه في التعثر أمام أنغولا، وركز مدرب "الخضر" خلال التدريبات الأخيرة على تصحيح النقائص المسجلة، في افتتاحية "الكان" حتى يكون زملاء بن ناصر في أفضل جاهزية لمجاراة منتخب بوركينافاسو القوي، والمرشح لمنافسة الجزائر على صدارة المجموعة الرابعة، خاصة أن زملاء زروقي مطالبون بتصحيح الأوضاع والرد على الانتقادات التي طالتهم، فضلا عن تمهيد طريق التأهل إلى الدور المقبل، قبل المواجهة الأخيرة أمام موريتانيا. إلى ذلك، سعى بلماضي إلى تعويد لاعبيه على ظروف اللعب تحت درجات حرارة عالية زوالا في مدينة بواكي، حيث تجري المواجهة في الساعة الثانية، بتوقيت كوت ديفوار (الثالثة مساء بتوقيت الجزائر)، أين تصل درجات الحرارة في ذروتها إلى حدود ال37 درجة، ما قد يعيق زملاء بلايلي على تقديم أفضل ما لديهم، وهم الذين تراجع أداؤهم البدني بشكل مقلق خلال مباراة أنغولا، التي لعبت ليلا وفي درجة حرارة مقبولة على العموم، وأجرى "الخضر" تدريباتهم الأخيرة ما بين الساعتين الثانية والثالثة بتوقيت بواكي، حتى يتمكن من مجاراة بوركينافاسو، الذي خاض مواجهته الأولى أمام موريتانيا في نفس التوقيت. ومن المرتقب، أن يجري بلماضي بعض التغييرات الفنية والتكتيكية، خلال مواجهة "الخيول" تبعا لمخلفات المواجهة الأولى، ومن أهمها تعديل الخطة بنسبة كبيرة جدا من المفضلة لديه (433) إلى (442)، بالنظر لعدم نجاح خطة بلماضي "التقليدية" وتراجع مستويات بعض اللاعبين، حيث يتوقع إشراك كل من ماندريا في الحراسة، والرباعي قيطون (بدلا من عطال) وماندي وبن سبعيني وآيت نوري في الدفاع، وفي خط الوسط سيشارك الرباعي زروقي وبن ناصر ومحرز وبلايلي، على أن يشكل العائد عمورة وبونجاح الثنائية الهجومية، على أمل مفاجأة مدرب منتخب بوركينافاسو، الفرنسي هوبيرت فيلود، الذي يعرف الكرة الجزائرية جيّدا. يجدر الذكر، أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عين الحكم الجنوب إفريقي، توم أبونجيل، لإدارة مباراة الجزائروبوركينافاسو، وهو الذي يصنف في خانة الحكام الصاعدين في القارة السمراء، علما أنّه سبق له إدارة مبارياتين لمنتخب الجزائر المحلي، خلال "شان 2022" بالجزائر، أمام ليبيا (في الدور الأول 10)، والنيجر في الدور نصف النهائي (50).