بعد يومين تنطلق البطولة الوطنية لكرة القدم، وبانطلاقها تبدأ كما يقال مرحلة الكد والجد والحسابات ويجتهد كل فريق في تجسيد أهدافه التي صرف من اجلها أموالا طائلة من خلال الصفقات والتربصات والاحتكاك في الخارج. ويبدو من خلال مواكبتنا لاستعدادات فرق القسم الأول أن الكل تربص في الخارج واحتك بأندية الخارج وأشاد بما حققه من نتائج هذه التربصات التي لم تكن في الواقع سوى مخيمات للعبث، لأن الاصداء الواردة من تلك المعسكرات تحدثت عن اشياء مخجلة حدثت في العلن وأخرى تستر عنها اصحابها خوفا من الفضيحة ولو أن الفضائح لم تعد تخفى على أحد في زماننا هذا خاصة عندما يتعلق الامر بنجوم الكرة. والظاهر أن أغلب الاندية لم تحقق الاهداف المرجوة من خلال معسكرات عين الدراهم التي تحولت إلى قبلة لتبديد الاموال واستهلاك الوقت والابتزاز بل إن الاحتكاك بالاندية القوية هناك كان معدوما وما برمج من مباريات ودية خرج عن الاطار وتحولت بعض هذه المباريات إلى مشادات وعنف خاصة وأن الخصوم فيها كانوا من درجات دنيا تحتل مراتب متدنية في بطولات شرفية بتونس الشقيقة. ومن هنا نتساءل ما جدوى برمجة تربصات كهذه إذا لم يكن الاحتكاك فيها قويا وما جدوى الهروب إلى منتجع عين الدراهم في وقت تملك فيه الجزائر كل سبل إقامة مثل هذه التربصات الاستجمامية على امتداد شريط ساحلي الكل يعرف طوله وجماله وما يوفره لزائره من متعة وراحة وغيرها، كما بالجزائر منتجعات غابية توفر الخلوة لمن اراد والسكينة لمن أراد التحضير بعيدا عن ضوضاء المدينة. ربما مثل هذه الحقائق لم تخف على أحد ومع ذلك أصر رؤساء انديتنا على التحضير بالخارج بحجة أن التكلفة أقل والظروف أريح، ولو أن فاتورة ذلك ستكشفها الجولات الاولى وكما يقال فإن حبل الكذب قصير وعندها يندب الكل حظه ويبكي شح الاموال وسوء البرمجة وعدم دخول الاعانات في وقتها ويعود الجميع إلى نقطة الصفر وتسود لغة ترتيب المباريات وتحيز الحكام ويتيه الجميع في لغط لا ينتهي ويضطر المدرب الوطني للبحث عن أوراقه الرابحة خارج بطولتنا المخيبة وهكذا دواليك.