شرعت النساء البليديات الماكثات في البيت، والراغبات في إقامة بعض المشاريع الاستثمارية تحسبا لشهر رمضان الكريم، في المشاركة وبقوة في عدد من الورشات التكوينية التي بادرت بتنظيمها بعض الجمعيات، من أجل تعلم حرفة صناعة "الديول" أو"القطايف" التقليدية، وغيرها من الحلويات الرمضانية مثل "قلب اللوز" و"الزلابية" و"خبز الباي"، وحسب رئيسة جمعية "الأم الحرفية" لولاية البليدة، فإن تنظيم مثل هذه الورشات يأتي نزولا عند رغبة المهتمات بالعمل في رمضان وتحقيق بعض الأرباح من خلال التأسيس لمشاريع منزلية. يشكل شهر رمضان الكريم بالنسبة لبعض النسوة، فرصة للاستثمار من خلال ممارسة بعض الأنشطة الحرفية المرتبطة بالعجائن وتحضيرها في المنازل بهدف بيعها مقابل تحقيق بعض الأرباح، من أجل هذا تبادر المرأة الماكثة في البيت إلى تعلم بعض الصناعات التقليدية التي يكثر عليها الطلب خلال الشهر الفضيل، ولعل أهمها صناعة "الديول" لتحضير "البوراك" و"القطايف" و"شاربات بوفاريك" ، و"قلب اللوز" و"الزلابية"، وحسب رئيسة جمعية "الأم الحرفية"، نجاة جغبوب فإن جمعيتها التي حازت على اعتمادها منذ 2017 تعمل على مدار السنة على تنظيم العديد من الورشات التكوينية لفائدة النسوة الراغبات في إنشاء مشروع بيتي، ومع اقتراب حلول شهر رمضان يصبح الطلب كبيرا على بعض الورشات المرتبطة بالأكلات الخاصة بالشهر الفضيل، ومنها "الديول" سواء للراغبات في إنشاء مشروع بيتي من خلال التحكم في صناعته لبيعه في الأسواق أو للمحلات، أو من أجل الاستعمال المنزلي وتحضيره لعائلتها. وأشارت المتحدثة إلى أن نشاطها على مستوى الجمعية لا يقتصر على مجرد تعليم المرأة كيفية التحكم في بعض الصناعات التقليدية مثل "القطايف" أو "الديول" أو "قلب اللوز"، وإنما يجري تعليمها أيضا من خلال ورشة إدارة المشاريع، كيف تؤسس لمشروع بيتي ناجح يمكنها من تحقيق استقلالية مالية تلبي بها احتياجاتها الخاصة أو تدعم بها أفراد عائلتها. وأوضحت المتحدثة أن أسعار الدورة التكوينية تختلف، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 3000 دج لمدة يوم كامل، وفي المقابل تحصل المرأة الماكثة في البيت على كل الأسرار الخاصة بنجاح "الصنعة" التي ترغب في تعلمها، سواء تعلق الأمر بطريقة تحضير "القطايف" أو "الصامصة" أو "الديول"، مشيرة إلى أنه إلى جانب تعليمها كيفية إدارة مشروع اقتصادي منزلي، يتم أيضا المساهمة في الحفاظ على عادات وتقاليد سكان البليدة من خلال تعليم بعض الأكلات والحلويات التقليدية التي تعتبر فخر الولاية ولا تحلو المائدة الرمضانية إلا بوجودها. إلى جانب تنظيم ورشات في الأكلات التقليدية تقول رئيسة الجمعية: "يجري أيضا برمجة ورشات أخرى تتعلق بطرق صناعة الأجبان على الطريقة التقليدية والأوربية، بحكم أني مختصة في المجال"، مؤكدة أنها أشرفت تزامنا واقتراب الشهر الفضيل على تكوين النساء الماكثات في البيوت حول كيفية تحضير الأجبان التي تعتبر من الاستثمارات الناجحة، والتي يكثر عليها الطلب في الشهر الفضيل، مشيرة في السياق، إلى تنظيم أيضا دورات في كيفية إدارة المشاريع المنزلية، معتبرة أن نجاحها لا يكفي بتعلمها فقط، وإنما يجب التحكم في كيفية التسويق وتحقيق الأرباح.