❊ ضرورة معالجة الدوافع العميقة للتمكّن من مكافحة الآفة ❊ التقرير الأخير للأمين العام الأممي حول "داعش" مقلق جدا ❊ الجماعات الإرهابية تتطوّر في إفريقيا باستغلال النزاعات القائمة ❊ مكافحة الإرهاب تستدعي تعزيز السلام والدبلوماسية والتنمية وحلّ الصراعات ❊ الجزائر تدافع عن الأعمال التي تستهدف كل مصادر تمويل الإرهاب بما فيها الفدية ❊ روابط تجمع بين الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود لاسيما تجارة المخدرات ❊ مواصلة جهود تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب لمنظمة الأممالمتحدة دعا الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة بنيويورك، عمار بن جامع إلى ضرورة إرساء تعاون دولي فعّال، للتغلب على المنظمات الإرهابية، مشدّدا على ضرورة معالجة الدوافع العميقة للتمكن من مكافحة الإرهاب بشكل فعّال. أكد بن جامع في مداخلة له خلال اجتماع لمجلس الأمن للأمم المتحدة، أول أمس، حول "التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان، بسبب الأعمال الإرهابية، أن القضاء على جماعات مثل "داعش"، يحتاج إلى تعاون دولي، معتبرا التعاون مع الحكومات والمجموعات الإقليمية والمنظمات الأممية لمكافحة الإرهاب أمر جد مهم". وأوضح الممثل الدائم للجزائر أن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول "داعش" مقلق جدا، مشيرا إلى أن هذا التنظيم الإرهابي وحلفائه، لا زالوا يشكلون تهديدا خطيرا خاصة في مناطق النزاع. كما حذّر بن جامع بالقول، "على الرغم من أن قدرة "داعش" على تنفيذ هجمات خارج معاقله تبدو قد تراجعت، إلا أنه يمكن لهذه الجماعة أن تعاود الظهور بسهولة في العراق وسوريا، إذا ما قلّلنا من جهودنا لمواجهتها، على اعتبار أن الجماعات المنضوية تحت لواء "داعش" تتطوّر في إفريقيا مستغلة النزاعات القائمة". من جهة أخرى، شدّد الدبلوماسي بشكل خاص على ضرورة الإدراك بكون الإرهاب يتطوّر في المناطق التي تشهد غياب الاستقرار والعدالة، مضيفا أن فعالية الاستراتيجيات طويلة المدى في مكافحة الإرهاب تستوجب معالجة هذه الأسباب العميقة. واسترسل قائلا، "لا يمكننا مكافحة الإرهاب بالقوة العسكرية فقط بل يجب علينا أن نعطي الأولوية لتعزيز السلام والدبلوماسية والتنمية لحلّ الصراعات التي تسمح لهذه الجماعات بالتموقع". ولدى استعراضه لبعض العناصر التي من شأنها مكافحة الإرهاب بشكل فعّال، دعا بن جامع إلى تنسيق الجهود الرامية إلى مكافحة الارهاب في إطار مقاربة جماعية تقوم على الدور التنسيقي للأمم المتحدة، مؤكدا أنه من الضروري أيضا إضفاء شفافية أكبر وإبداء التزام أوسع في عمليات إدراج الدول ضمن القائمة لضمان دراسة موضوعية للأدلة التي تقدمها الدول الأعضاء. وأكد ممثل الجزائر أن الأسباب الجذرية، لاسيما نقص التنمية والفقر والنزاعات الاقليمية التي لم تتم تسويتها، لا تزال تهيء مناخا خصبا لتفشي الإرهاب، مشيرا إلى أن التسويات السياسية والاستثمارات في مجال التعليم والشغل والحوكمة الرشيدة تبقى أمورا ضرورية لمحاربة الظاهرة. كما لفت إلى أن استغلال الإرهابيين للتكنولوجيات لأغراض التواصل والتجنيد والتمويل أمر مقلق جدا، مضيفا أن علاقة الإرهاب بالجريمة المنظمة تستدعي هي الأخرى استجابات منسقة. وأكد الدبلوماسي الجزائري على استمرار الجزائر، بصفتها الرئيس الحالي للجنة مكافحة الإرهاب، في الاعتماد على أسس وانجازات العهدات السابقة، بما فيها المبادئ التوجيهية المقترحة في مجال تكنولوجيات الاعلام والدفع الرقمي. واستطرد في هذا السياق بالقول "إننا ندافع عن الأعمال التي تستهدف كل مصادر التمويل، بما فيها الفدية والروابط التي تجمع بين الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، لاسيما تجارة المخدرات". ليختتم مداخلته بالقول "نحن ندعم بشكل كبير الجهود التي تساعد على تعزيز قدرات مكافحة الارهاب بالنسبة للدول الضعيفة، وسنواصل الجهود الرامية إلى تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب لمنظمة الأممالمتحدة.