دعا مجلس أمن الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إلى ضرورة تعزيز الاجراءات الدولية و الوطنية الرامية لمكافحة تمويل الإرهاب (الفديات و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان ...) و إلى مقاربة شاملة من أجل مكافحة الإرهاب. و ركز مجلس الأمن الذي اجتمع في إطار نقاش حول مكافحة هذه الظاهرة أنه "لمواجهة و اضعاف و عزل و القضاء على التهديد الإرهابي" من الضروري تبني "اجراء مطبق و شامل يقوم على المشاركة و التعاون الفعليين لكافة الدول و الأجهزة الدولية والإقليمية". و حسب مجلس الأمن فان "القوة المسلحة أو قوات الأمن و الاجراءات الملزمة أو نشاطات المخابرات لن تكون كافية للقضاء على الإرهاب" مشيرا إلى أهمية "القضاء على الظروف التي تشجع الإرهاب". في تصريحه الرئاسي أشار مجلس الأمن إلى نشر العديد من المذكرات على غرار مذكرة الجزائر المتعلقة بالممارسات الجيدة في مجال الوقاية من عمليات الاختطاف من قبل الارهابيين للمطالبة بدفع الفدية و القضاء على المزايا المترتبة عنها. كما دعا الدول الأعضاء إلى "منع الإرهابيين من استعمال المنظمات غير الحكومية بشكل مغرض و المنظمات الخيرية التي يستغلها الارهابيون أحيانا سيما بغرض تمويل الإرهاب". و اعتبرت الوزيرة الباكستانية للشؤون الخارجية السيدة هنا رباني خار التي يتولى بلدها حاليا رئاسة مجلس الأمن و المبادر بهذا النقاش أن الجهود الإقليمية في مجال مكافحة الإرهاب "بالغة الأهمية". في مداخلتها أكدت ممثلة الولاياتالمتحدة السيدة سوزان رايس أن جماعات مثل منظمة القاعدة في المغرب الاسلامي و الشباب تمثل عدة تهديدات بالنسبة لاستقرار المجتمعات. و نددت السيدة رايس بالتهديدات الارهابية في شمال افريقيا و العراق و أفغنستان و باكستان و سوريا و غيرها. و أكدت أن "الدبلوماسية الوقائية و التعاون الدولي ضروريان لمنع توسع الإرهاب". و أضافت أن الجماعات الارهابية مافتئت تتنظم و تستعمل وسائل أكثر حداثة مشيرة لاسيما إلى عمليات الاختطاف المنظمة من قبل تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي من أجل الحصول على فدية و تمويل نشاطاته الإرهابية. و قالت ان الولاياتالمتحدة تعترف بان القوة غير كافية لمكافحة التهديد الارهابي على المدى الطويل. و اوضحت السيدة رايس تقول "علينا تعزيز قدرات البلاد و تشجيع انشاء مناصب شغل بغية تفادي توفير الظروف الملائمة لاستفحال الارهاب". و اشارت الى ان الولاياتالمتحدة تعمل مع الدول الاخرى لتطوير قدراتها من خلال ضمان تكوين لعدة دول في المغرب العربي و الساحل حول تحسين مراقبة الحدود و تفكيك الشبكات الارهابية. و فيما يخص ممثل روسيا فانه اكد ان الارهاب راجع ايضا الى النزاعات و التوترات في شمال افريقيا و الشرق الاوسط التي تغذي الجماعات الارهابية. و اعتبر ان الارهاب متعلق اكثر فاكثر بالجريمة المنظمة العابرة للاوطان لا سيما في شرق افريقيا و الساحل. و في هذا الصدد اشار الى علاقة الارهاب بالنزاعات الاقليمية و المسلحة على غرار مالي مع الاعراب عن ارتياحه للمقاربة المعتمدة في هذا الشان من قبل مجلس الامن. و اشارت الممثلة البريطانية الى ان "التمويل يعد العمود الفقري للارهاب" داعية الى تعزيز المكافحة في هذا المجال. و اكد ممثل الصين على ضرورة مكافحة الاسباب العميقة للارهاب و تطوير مخطط التنمية الاقتصادية و تسوية النزاعات الاقليمية. و تابع يقول انه "ينبغي تغليب السبل الدبلوماسية و الاقتصادية لمكافحة الارهاب". و باسم منظمة التعاون الاسلامي دعا ممثل مصر الاممالمتحدة للعكوف بصفة فعالة على مكافحة العنصرية و كره الاجانب و الاساءة للاديان مع انتقاده الاساءة للاسلام و المسلمين. و باسم حركة دول عدم الانحياز دعت ايران الى عدم الخلط بين الكفاح المشروع للشعوب المستعمرة من اجل تقرير مصيرها و بين الارهاب.