استضافت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بسكيكدة، مؤخرا، الدكتورة حسينة بوشيخ من جامعة "باجي مختار" بعنابة، والأستاذة زليخة بوشيخ صاحبة دار للنشر والترجمة والتوزيع ضمن العدد العاشر من "منتدى الكتاب". وقدّمت الدكتورة حسينة بوشيخ وهي أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة عنابة مداخلة حول كتابها الموسوم ب "بين الإعلام والمجتمع في العالم الرقمي"، الذي يتضمن مجموعة من المقالات كتبتهم منذ أكثر من خمس سنوات، أثناء الحراك الشعبي، تطرّقت فيها إلى أهمية الإعلام الذي اعتبرته علم وعصب كلّ الدول، وكذا إلى الإعلام الرقمي الذي فرض نفسه من خلال الوسائط الاجتماعية مع ظهور ما يسمى بالمؤثرين أو صنّاع المحتوى وأكثرهن صانعات المحتوى ومدى تأثيرهم على المجتمع، من أجل المال أو الشهرة. وتقول الدكتورة إنّ الواقع الذي يمثّله الإعلام اليوم ليس الواقع الذي نعيشه، لأنّه مع هذه الثورة أصبح يقدّم واقعا مصطنعا، وأشارت إلى أنّ الحياة الافتراضية أصبحت طاغية على حياة الناس، لتتحدّث عن الخلط الواقع اليوم بين دور الصحفيين ودور صنّاع المحتوى، فليس كلّ من يظهر عبر وسائط التواصل الاجتماعي صحفي، فالصحافة علم وفن ودراسة وتكوين، فالصحفي يختلف عن صناع المحتوى الذين يعالجون مواضيع سطحية وبسرعة همهم المال أو الشهرة أو عدد المشاهدين. لتتطرّق بعدها لدور الصحافة والصحافيين الذين يجب أن يحتلوا المشهد العام ولا يتركوا المجال لهؤلاء الذين اخترقوا مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت الدكتورة إلى ضرورة إلمام الإعلام الرقمي بالمعايير المهنية في المعالجة الإعلامية، خاصة في ظلّ الانفجار المعلوماتي، واعتماد البعض على مواقع التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها في مجال نقل وتداول المعلومات دون التأكّد من حقيقتها، مع عدم التزام البعض بالمبادئ الأخلاقية، وما ينجر عنها من انتشار خطاب الكراهية بدعوى حرية التعبير، وإثارة الفتن والنعرات الجهوية وغيرها. وأكّدت الدكتورة أهميّة وخطورة إفرازات البيئة الرقميّة، مع ازدياد تعقُّد الفضاء العمومي الافتراضي، موضّحة أنّ انتشار الإعلام الرقمي وتطوّره أفرز مجموعة من المتغيّرات بشأن طبيعة الحرية المتاحة وسقفها والأداء الذي يقدّمه الإعلامي، سيما وأنّه من بين أهم المميزات التي يوفّرها الإعلام الرقمي للجمهور هي التفاعلية الأكبر، فبفضل الإنترنت، يمكن للجمهور التفاعل مباشرة مع المحتوى الإعلامي، سواء عن طريق التعليقات أو المشاركة على منصات التواصل الاجتماعي، ما يجعل العلاقة بين الجمهور والمحتوى الإعلامي أكثر تفاعلية وشفافية. أمّا الأستاذة زليخة بوشيخ صاحبة دار للنشر والتوزيع فاستعرضت في مداخلة بعنوان "صناعة الكتاب في الجزائر"، مراحل تطوّر طبع الكتاب بالخصوص مع انتشار دور الطبع، منها الدار التي تشرف على تسييرها وتجربتها، ليتم بعدها البيع بالتوقيع لكتاب الدكتورة حسينة بوشيخ.