تنظم جامعة الجزائر "بن يوسف بن خدة" ملتقيين دوليين خلال شهر ديسمبر القادم وذلك في إطار نشاطاتها العلمية والفكرية التي ستقام هذه السنة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها حسبما علم أمس من هذه الهيئة التعليمية. وفي هذا الصدد تنظم كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير الملتقى الدولي الرابع حول "الأزمة المالية العالمية الراهنة وانعكاساتها على اقتصاديات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" يومي 7 و8 ديسمبر 2009 . وتتمحور إشكالية الملتقى - يضيف المصدر - حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المينا) وتداعيات الأزمة التي عرفها سوق الرهن العقاري في الولاياتالمتحدةالأمريكية عليها. هذه الأزمة التي تحولت فيما بعد إلى أزمة مالية عالمية والتي بدأت ارتداداتها تصل إلى القطاع الحقيقي مؤذنة بدخول الاقتصاد العالمي مرحلة ركود غير مسبوقة، يتوقع لها أن تستمر لمدة سنوات هي أخطر أزمة عرفتها البشرية بعد أزمة 1929. هذا ما دفع الكثير إلى الاعتقاد بإمكانية تماثل الأزمتين من حيث الأسباب والتداعيات. وقد أدت الخسائر المالية التي تعرضت لها الأسواق المالية إلى التفكير في الصناديق السيادية - التي تملك جزءا منها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المينا) كأدوات لضخ السيولة في الاقتصاد العالمي وإلى الرهان على الاقتصاديات الصاعدة لتعويض تراجع النمو في الدول الصناعية الكبرى. وإذا كانت هذه الأخيرة تقوم إلى زمن قريب بوضع التصورات والحلول لمصاعب الاقتصاد العالمي وقواعد سير المنظمات والمؤسسات الدولية، فإن الأزمة المالية الراهنة أظهرت الحاجة إلى إدخال أطراف جديدة لها تأثيرها ووزنها في الاقتصاد العالمي قصد معرفة انشغالاتها وطموحاتها واقتراحاتها. وسيعالج هذا الملتقى الدولي الذي سيحضره أساتذة جزائريون وأجانب أربعة محاور هي "الأزمة المالية الراهنة : المقاربات النظرية ومحاولات التفسير" و"قنوات انتقال الأزمة المالية الراهنة إلى دول المينا" و"انعكاسات الأزمة المالية الراهنة على المتغيرات الاقتصادية الكلية في دول المينا (استقرار، عمالة، استثمار، استهلاك، توازن...إلخ) وأيضا "مساهمة دول المينا في بلورة حلول الأزمة المالية الراهنة" . ومن جانب آخر قررت جامعة الجزائر وهي تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسها الاحتفاء بالأستاذ محمد بن أبي شنب - باعتباره رائدا من روادها وعلما من أعلامها وذلك بعقد ملتقى دولي من اقتراح قسم اللغة العربية وآدابها يتناول فكره وأعماله العلمية والأكاديمية وهذا أيام 15،16،17 من شهر ديسمبر القادم. ويرتكز هذا الملتقى حول عدة محاور متعلقة بحياة المفكر الجزائري على غرار "ابن أبي شنب: السيرة الذاتية والعلمية" و"ابن أبي شنب وحركة الاستشراق" و"ابن أبي شنب قارئا للتراث االعربي" وكذا "ابن أبي شنب والدراسات اللغوية" . ويعد محمد بن أبي شنب شخصية متعددة الجوانب لافتة للنظر في تاريخ الجزائر الثقافي الحديث، حيث جمع بين الأصالة والحداثة وبين التراث والمعاصرة مظهرا وسلوكا وعلما وتسلح بثقافة عربية رصينة وبثقافة لغوية أجنبية متنوعة تأتي في مقدمتها اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية واللغة الاسبانية واللغة التركية. وهذا الزخم الثقافي واللغوي الذي اختلفت مشاربه قد أثمر إنتاجا معرفيا خصيبا، اذ جمع الرجل بين الثقافة الشعبية والثقافة العربية التراثية وبين الدرس الأدبي والدرس اللغوي وتحقيق النصوص والاشتغال بالترجمة باعتبارها وعاء حضاريا لنقل المعرفة. وقد حاز ابن ابي شنب سمعة دولية واسعة تشهد على ذلك حواراته ومراسلاته لعلماء كبار في الشرق والغرب ومما زاده احتراما وتبجيلا تمسكه بأصالته ودفاعه عنها وقوة حجته أمام خصومه، إذ استطاع في مناسبات عديدة فرض رأيه وقناعاته. وفضلا عن جوانبه العلمية والأكاديمية تقلد المفكر رتبا سامية في مجال التعليم العالي وفي الهيئات العلمية العربية والأجنبية.