تعاني بلدية الجزائر الوسطى من نقص كبير في المساجد والمصليات، الأمر الذي سجله زوارها الذين يُعدون بالآلاف يوميا، ومع قدوم شهر الصيام الفضيل تصبح حاجة تأدية المؤمن لفريضة الصلاة جماعة بالمسجد أكثر من أي وقت مضى، فبين مسجد ابن باديس بشارع عبان رمضان ومسجد الكنيسة القريب من نهج فيكتور هيغو مسافة طويلة، وكلا المسجدين يتميزان بالضيق الشديد. قلة أماكن العبادة ليست مقتصرة على بلدية الجزائر الوسطى، فحتى بلدية سيدي امحمد المجاورة لها تشكو النقص الفادح، وتوجد قلة قليلة من المساجد التي تم إنجازها حديثا، فغالبا ما تكون المساجد - سبق لها وأن كانت كنائس - وتطرح عمليات الهدم للبنايات الآيلة للسقوط تساؤلات عما إذا كان في نية السلطات المحلية تخصيص مساحات منها لبناء بيوت الله، خاصة وأن رئيس الدائرة الإدارية لسيدي امحمد كان قد صرح في وقت سابق بأن القطع الأرضية جراء الهدم تبقى كما هي عليه ليتم استغلالها إن استدعت الضرورة كمرافق عمومية!؟ وإذا كانت سيدي أمحمد تتوفر على مساجد ومصليات غالبا ما يوجه نحوها عباد الله كما هو الشأن لمسجد الأفواج ساحة أول ماي، فإن ما وقفت "المساء" عليه من أشغال في المسجد الواقع بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، الذي تم غلقه لفترة، سيجعل عمال ومرضى وزوار المستشفى وسكان الجوار بمنأى عن التنقل لآداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة التراويح، ومع ذلك تبقى العاصمة في حاجة لبيوت العبادة. إن انعدام المساجد أمر واقع بقلب العاصمة خصوصا، ولتدارك التأخر المسجل وفي بادرة هي الأولى من نوعها صرح نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجزائر الوسطى للمساء بأن المجلس خصص غلافا ماليا معتبرا لإنشاء مشروع "مسجد غزة"، والذي اتخذت بشأنه الإجراءات الأولية منذ حوالي 03 أشهر، وسيكون في أتم الجاهزية خلال 06 أشهر، هذا المسجد الذي سيؤدي فيه المصلون الصلوات الخمس وصلاة الجمعة ستكون به منشآت ومرافق على غرار مدرسة قرآنية وغيرها، علما أن الغلاف المرصود لمسجد غزة تمويل بلدي 100%.