احتضنت، كلية الآداب واللغات بجامعة "البشير الإبراهيمي" في برج بوعريريج، الأسبوع الماضي، فعاليات الملتقى الدولي السادس للعلامة الشيخ البشير الإبراهيمي، حول التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية والاجتماعية. تهدف هذه الطبعة، إلى توصيف مدى توصل العلوم الإنسانية والاجتماعية للتطبيقات الرقمية المعاصرة، والأنظمة الذكية بمظاهرها المختلفة، تجلية للواقع البحثي واستشفافا لطبيعة الأدوات الجديدة التي فرضتها المستجدات العلمية والمتغيرات الحضارية، على الباحث المواكب للتطورات العلمية ضمن العلوم الإنسانية والاجتماعية. وحسب رئيس الجامعة البروفيسور بوعزة بوضرساية، فإن الجامعة أرادت أن تدخل هذا التطور النوعي من بابه الواسع، حيث وجهت دعوة إلى العلماء والمفكرين من أجل نقل الأدمغة نقلة نوعية في هذا المجال، تماشيا والتوجهات الجديدة التي أرادها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كما أنها تدخل ضمن برنامج رئيس الجمهورية، بحيث أن الجامعة أرادت أن تعطي، حسبه، "ناصية العلم والتكنولوجيا وكيفية التعامل مع العلوم الإنسانية والاجتماعية بمبدأ الذكاء الاصطناعي". معتبرا ذلك خطوة تخطوها الجامعة لتكون جامعة بامتياز. أوضح رئيس الملتقى الدكتور عبد الله بن صفية، من جهته، بأن الملتقى طرح مجموعة من الأسئلة التي انعكست على شكل محاور فتية، تم تناول فيها ما له علاقة بما هو مفاهيمي، مشيرا إلى تناول المحور الأول، مسألة التعريف بمفهوم وتقديم الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. أما المحاور الأخرى، فتشترك فيها كل التخصصات، أهم ما طرح فيها الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العلوم الإنسانية والاجتماعية، خاصة المجال الأكاديمي، إضافة إلى الجانب الأخلاقي والقانوني الذي يطرحه هذا الذكاء والتكنولوجيا والنص الإبداعي الجديد وما هي آفاقهما. أشار ذات المتحدث، إلى أن عدد المشاركات وصل لأول مرة إلى 230 مداخلة، تم قبول منها 156، ورفض 76 أخرى، لأسباب علمية بحتة، مشيرا إلى مشاركة 37 مؤسسة جامعية، إضافة إلى 11 مؤسسة من خارج الوطن، مثلت ثماني دول منها؛ تونس، ليبيا، مصر، فلسطين، العراق، لبنان وتركيا والولايات المتحدةالأمريكية، والتي كان كلها في صميم الملتقى، إذ تخدم كل محور من محاوره شهد به الحاضرون. ذكر المشاركون، أن هذا الملتقى يطرح مجموعة من الرؤى المتولدة عن أسئلة إشكالية، على غرار الوسيط الإبداعي والفني ومدى مواكبة الدراسات النقدية له، وسؤال الرقمنة ومخرجاتها العلمية التي تتصل رأسا بالحفاظ على تاريخ الفرد وهويته، وكذا التحول الرقمي وأثره في المخرجات العلمية الصوتية واللسانية، وسؤال الإفادة من الوسائط المرئية والمسموعة في حقول الإنسانية، إضافة إلى تطبيقات الذكاء الموازي ودورها في حل المشكلات الفردية، ومقابلة آثار المتوسلات الذكية من الناحيتين القانونية والدينية، وغيرها من الأسئلة التي سيسعى إلى طرحها على نحو مخصوص، والتأسيس لإجاباتها ضمن حقول المعرفة الإنسانية والاجتماعية إفرادا وإجمالا. وقد تناول الملتقى سبعة محاور، منها الرقمنة والذكاء الاصطناعي مطارحات نظرية، التحولات الرقمية وتأثيرها في العلوم الإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى التكنولوجيا وتمظهرات النصوص الإبداعية الأدب التفاعلي، المسرح الافتراضي، الإبداعات التشاركية، وكذا التحول الرقمي، والاستناد إلى الذكاء الاصطناعي في الدراسات العلمية الإنسانية والاجتماعية، على غرار علم الاجتماع وعلم النفس والإعلام والاتصال والتاريخ والدراسات النقدية والأدبية، علوم اللغة، العلوم الاقتصادية، علوم التسيير، العلوم الإسلامية، علوم التربية، علوم القانون، العلوم السياسية والذكاء الاصطناعي، وسؤال الأثر كالإبداع، التنمية الإصلاح، الإشكاليات القانونية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي، وأخيرا آفاق الذكاء الاصطناعي في خضم الثورة الصناعية الرابعة.