رفعت جمعيات أولياء التلاميذ "الرائد" و"النجاح"و"التيسير" ببلدية أولاد شبل غرب العاصمة، جملة من الانشغالات المتعلقة بقطاع التربية، وأخرى ذات صلة بالحياة العامة لسكان البلدية؛ حيث رافقت "المساء" في هذا الشأن، ممثلين عنهم للوقوف على واقع التربية والتنمية في هذه المنطقة. رغم الجهود المبذولة من قبل ولاية الجزائر، لم يتم القضاء على العجز المسجل في المنشآت التربوية، لا سيما في الطور الثانوي بأولاد شبل، ونستشف من خلال ما صرح به ممثلون عن جمعيات أولياء التلاميذ بغرب العاصمة، أن الجهات الوصية ركزت على توفير هياكل الطورين الابتدائي والمتوسط،، ليبقى تلاميذ الثانويات أكثر حاجة إلى هياكل كافية وقريبة من أحيائهم السكنية. المطالبة بتخصيص أراض وقفية لإنجاز الهياكل التربوية زيارتنا لبلدية أولاد شبل جعلتنا نلاحظ نقصا في الهياكل التربوية؛ حيث أكد ممثلو أولياء التلاميذ أنهم قاموا بمراسلات عديدة لتغيير الوضع، لكن بدون جدوى. وأوضح هؤلاء أن بلديتهم تعاني من غياب ثانوية، علما أنه توجد ملحقة تابعة لثانوية "طاهر سرير" الواقعة بحي 3216 مسكن الشعايبية (الأحياء الخضراء تبعد بحوالي 5 كم عن مقر البلدية). كما توجد متوسطة واحدة تضم حوالي 1800 تلميذ، بالإضافة إلى نقص في المدارس الابتدائية، التي تعمل بنظام التناوب (نظام الدوامين)؛ بسبب الضغط في الأقسام. وأكد محدثو "المساء أن غياب الأوعية العقارية وراء غياب المشاريع التربوية عن المنطقة، مما جعلهم يطالبون السلطات العليا في البلاد، بتخصيص الأراضي الوقفية والأراضي الفلاحية لتشييد المؤسسات التربوية، خصوصا بعد الاكتظاظ الشديد الذي يعاني منه التلاميذ في الأقسام (55 تلميذا فما فوق). وأوضح المشتكون أن الضغط تَسبب في سوء التحصيل العلمي للتلاميذ، وكثرة التسرب المدرسي؛ ما يستوجب في الوقت الحالي إيجاد حلول مستعجلة ودائمة لهذه المشاكل، مذكرين بأنهم اجتمعوا مرارا برئيس البلدية والوالي المنتدب لمقاطعة بئر توتة، اللذين اطّلعا على هذه المشاكل التي تؤرق أسرة التعليم. كما أكدوا أن البلدية في حاجة ماسة إلى ثانوية بمركز أولاد شبل؛ نظرا للاكتظاظ الحاصل في ملحقة "أحمد حميسي" بسبب ضيقها، واستحالة استيعاب كل المتمدرسين بثانوية "طاهر سرير" بالشعايبية، بالإضافة إلى إنجاز متوسطة لتخفيف الضغط عن "رابح هني"، وإنجاز 3 ابتدائيات لتحسين المستوى الدراسي لأبنائهم. نقص الاهتمام يحوّل البلدية إلى منطقة ظل لم نكن نعتقد خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى بلدية أولاد شبل، أن هذه المنطقة الفلاحية من ولاية الجزائر، لايزال سكانها يعانون غياب المشاريع التنموية؛ حيث أكد بعضهم أنهم ينتظرون ترحيلهم من أحواش تعود للحقبة الاستعمارية. وآخرون ضاقت بهم سكناتهم. ومن شبابهم وأطفالهم من يترقبون ملاعب جوارية ومؤسسات تربوية، وفرص عمل، وحافلات للنقل المدرسي، وهي مطالب كلها رهن إشارة المسؤولين. وقال بعض السكان: "وضعنا ثقة كبيرة في المنتخبين. واعتقدنا أنهم سيوفون بوعودهم التي قطعوها خلال الحملة الانتخابية. لكن، للأسف الشديد، لا أحد منهم كان عند كلمته، ووفّى بما وعد عدا بعض المشاريع التي لم ترتق إلى مستوى تطلعاتنا"، مضيفين: " نحن نعلم أن رؤساء البلديات سُحبت منهم كل الصلاحيات، لا سيما في أمر منح السكنات. ونحن لا نطالبهم بما لا يطيقون، لكن، على الأقل، بيدهم تجسيد المشاريع الأخرى المتعلقة بإنجاز مؤسسات تربوية، وتهيئة الطرقات، وتنظيم حملات تنظيف؛ لذا نتساءل لماذا لا يقومون بهذه المشاريع؟ ولماذا يتجاهلوننا ويتجاهلون معاناتنا؟". الأحواش... إلى متى؟ زائر بلدية أولاد شبل يلاحظ أن أغلب البنايات عبارة عن أحواش قديمة تقطنها مئات العائلات؛ حيث تنقلنا إلى مزارع طيرو وطار، وتوال علي، ومقداس بن يوسف، والتقينا هناك ببعض العائلات التي تحدثت عن وضعها البائس الذي تتخبط فيه منذ سنوات بدون أن ترحّل إلى سكنات لائقة. ودعت العائلات القاطنة بهذه الأحواش، المسؤول الأول عن البلدية إلى عدم نسيانهم وعدم تجاهل وضعهم الاجتماعي المزري، وتفادي حرمانهم من حق الإسكان؛ على اعتبارهم يستوفون كل الشروط القانونية والإدارية التي تعني إدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من الترحيل، واصفين حياتهم داخل هذه البيوت، بالمزرية والكارثية والمستحيلة بالنظر إلى عدم توفرها على أبسط شروط الحياة وضرورياتها. انشغالات كثيرة رفعها السكان تحدّث سكان بلدية أولاد شبل عن الوضعية الكارثية للطرقات؛ فأي زائر وبدون أي أدنى صعوبة، يلمح بأم عينه تلك الطرقات والمسالك المهترئة؛ وكأنها لم تعرف أي عملية تعبيد أو تزفيت؛ طرقات، مع الأسف، مليئة بالمطبات والحفر، و"غير صالحة" للاستعمال لا من قبل الراجلين ولا حتى من راكبي سياراتهم؛ مخافة تعرضها للأعطاب. كما رفع السكان عدة مطالب، تتمثل في ضرورة توفير خدمات صحية، وتوفير وحدة للحماية المدنية بتراب بلدية اولاد شبل، إلى جانب المطالبة بأماكن للترفيه والتسلية، والملاعب الجوارية (يوجد ملعب بلدي وحيد فقط لا يلبي احتياجات المواطنين)، بالإضافة إلى تسجيل مطالب بتهيئة وتجديد الأرصفة؛ مما يشكل خطرا على الأطفال، وإعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي المتواجدة في وضعية كارثية، والتي يعود تاريخ إنجازها إلى سنة 1990. كما يطالب القاطنون بالتعجيل بتحويل حظيرة "إكسترانات" إلى مكان آخر، بحكم تواجدها بمحاذاة مدرسة رابح بوطريف؛ إذ تمثل خطرا على التلاميذ مع دخول وخروج شاحنات الوزن الثقيل، بالإضافة إلى ضيق الطريق، ناهيك على الروائح الكريهة المنبعثة منها، والحشرات الكثيرة المنتشرة بها، والتي تنقل العديد من الأمراض والفيروسات. كما طالب السكان بتحويل مدخل متوسطة "رابح هني" إلى المدخل الأصلي في الجهة الشرقية للبلدية، الذي يُعد منفذ نجدة، وتم تحويله إلى مدخل رئيس إلى الجهة الغربية، وهذا لتفادي اختلاط أبناء المتوسطة مع تلاميذ الابتدائي.