في أكبر عملية عسكرية، أخلطت أوراق الخطة الجديدة التي تبنتها قوات الاحتلال الغربية التي تتزعمها واشنطن في أفغانستان، و المدعمة من قبل حكومة كابول، هزت العاصمة الأفغانية صباح أمس انفجارات قوية، في سلسلة عمليات، نفذها 20 استشهاديا من حركة طالبان، والتي استهدفت القصر الرئاسي ووزارات في قلب العاصمة الأفغانية، المحصنة من طرف قوات الحلف، فيما كان وزراء يؤدون اليمين الدستورية. وأعلنت حركة طالبان التي تسيطر على كبرى مناطق أفغانستان، بعد أن أضحت أكبر تحدي عسكري يواجه قوات الحلف المحتلة للبلاد، أن 20 من عناصر الحركة، شنوا هجوما على القصر الرئاسي ووزارات في وسط العاصمة الأفغانية كابول، في أكبر عملية عسكرية تتلقاها الحكومة الأفغانية الداعمة للاحتلال الأمريكي. وشنت طالبان هذه الهجمات المنسقة و التي تعد الأعنف منذ نحو عام، حيث استهدفت القصر الجمهوري وعدة مبان حكومية ومتاجر وفنادق ودار سينما، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى من بينهم رجال الاستخبارات ورجال شرطة، في رسالة واضحة من طالبان لمؤتمر لندن المقرر بعد أيام، ولحكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الجديدة، المدعمة لقوات الاحتلال، في ظل استمرار الاشتباكات بين القوات الأفغانية المؤيدة للحلف ومسلحي طالبان، الأمر الذي يرجح ارتفاع عدد القتلى. ورغم إعلان قوات الناتو وإيساف، إرسالها قوات لمساعدة القوات الحكومية الأفغانية في مواجهة المسلحين من طالبان، إلا أن الحكومة لم تتمكن من السيطرة على الوضع، خاصة مع استمرار المعارك ووقوع الانفجارات، الأمر الذي يوضح الخطة المحكمة التي اتخذتها طالبان في هذه الهجمات العنيفة، التي هزت قلب العاصمة الأفغانية، الأمر الذي سيسبب مأزقا كبيرا للحلف وحكومة كرزاي من خلال تمكن المسلحين من اقتحام المباني الحكومية، رغم آليات التفتيش المعقدة التي يخضع إليها عادة كل من يريد أن يدخل هذه المباني. كما استهدف أحد الانفجارات التي نفذته طالبان، فندق سرينا ذي الخمس نجوم، والوحيد من نوعه في العاصمة، حيث أن نزلاء الفندق عادة هم من كبار القيادات العسكرية للقوات الأجنبية التي تحتل أفغانستان، فضلا عن تعرض مقر وزارة الخارجية الأفغانية التي تعتبر من أكثر الأماكن المحصنة في العاصمة الأفغانية، من قبل قوات الأمن والشرطة الأفغانية المدعمة من قبل قوات إيساف. وتعتبر هذه الهجمات التي تعتبر الأعنف من نوعها منذ عام، ضربة قوية تتلقاها قوات الحلف و الحكومة الأفغانية الداعمة للتواجد الأجنبي في البلاد، حيث أنه رغم الإستراتيجية الجديدة التي تبنتها إدارة وأوباما للقضاء على طالبان، لم تتمكن الولاياتالمتحدة من السيطرة على الحركة، أو حتى شرائها بالأموال مثلما حدث مع الصحوة في العراق، وهذا راجع للإستراتيجية الجديدة التي تبنتها طالبان من خلال استهداف المدن ومقار للحكومة، ناهيك عن الدعم الذي تحظى به الحركة من طرف القبائل الأفغانية وحتى من طرف الشعب، خاصة بعد الهجمات التي تشنها الولاياتالمتحدة على المدنيين بطائرات من دون طيار، وهي العمليات التي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، الأمر الذي ولد كرها واستياء كبيرين في أوساط الأفغانيين، ضد حكومة كرزاي وقوات الحلف التي تحتل أفغانستان.