لاتزال حديقة الحامة الواقعة ببلدية بلوزداد، تستقطب أعدادا هائلة من الزوار القادمين من مختلف بلديات العاصمة وأرجاء الولايات الداخلية، كما يسجل هذا الفضاء الأخضر الذي يتوسط العاصمة ويعد رئتها الأولى بعد حديقة الوئام الواقعة ببلدية بن عكنون، تدفقا معتبرا للزوار الأجانب الذين جاءوا لاكتشاف هذا الموقع الذي حيكت حوله الأساطير وأسيل حوله الكثير من الحبر، لما يحمله من أهمية ايكولوجية وعلمية. وتحولت الحديقة بفعل هذا التدفق المتميز، إلى وجهة سياحية وترفيهية من الدرجة الأولى، وهذا خلال أيام الاستقبال المخصصة للزوار، ويرى العديد من المواطنين بأن إعادة تهيئة الحديقة وفتحها لمحبي الطبيعة والحيوان، منذ ماي الماضي من هذه السنة، جاء استجابة لاحتياج ومطلب لطالما طرحه المقيمون بالعاصمة خاصة وأن أماكن الترفيه بالولاية قليلة وتكاد تكون منعدمة أصلا . وحسب "ف م" وهي مواطنة قدمت من إحدى ولايات الجنوب، في تصريح ل "المساء "، فإن رغبتها في زيارة الحديقة كانت جامحة خاصة وأنها كانت تقيم بولاية الجزائر وتسمع الكثير عن هذا المكان الرائع الذي كان موصدا ومهملا لعدة سنوات، وبمجرد أن حلت بالعاصمة لم تنتظر الكثير لشد "الرحال" إليها برفقة زوجها وابنتهما، وتضيف المتحدثة بأنها سجلت بعض النقائص منها غياب الهياكل الخدماتية خاصة المطاعم ومحلات بيع الأكلات السريعة، بالإضافة إلى تخصيص إدارة الحديقة أقفاصا للحيوانات داخل الفضاء المخصص لهم بدل تركها في العراء، وهو ما حال دون تمكنها هي وعائلتها من رؤية الكثير من الحيوانات على غرار الأسد الذي لا يتسنى لها رؤيته إلا على شاشة التلفاز، وباستثناء هذين المطلبين اللذين يتعارض توفرهما مع الطبيعة والخصوصية التي يحملها هذا الفضاء الأخضر المخصص للتجارب العلمية في علم النبات والحيوان، فإن المكان هو أكثر من رائع بالنسبة للكثيرين خاصة وانه ورغم الاكتظاظ الذي يشهده، يشعرك وكأنك في أدغال إفريقيا لكثافة الخضرة. وحسب إحدى السيدات فإن الزيارة التي قادتها إلى الحديقة جعلتها تكتشف مكانا مكيفا طبيعيا خاصة بالحديقة الفرنسية والانجليزية اللتين توفران ظلا يحميك من الحرارة الشديدة، وتؤكد الزائرة بأن المكان واسع ولا يتسنى للواحد منا اكتشافه خلال يوم واحد، وتحديدا خلال 10 ساعات بالنسبة للفضاء الأخضر وثمان بالنسبة لجناح الحيوانات، ولا يشعر زائر هذه التحفة الطبيعية بالملل من التردد عليها وهو ما يؤهل هذا المكان لاحتلال المكانة الأولى في قائمة المقاصد الترفيهية في الجزائر وربما يتحول إلى وجهة سياحية تضم إلى قائمة الوجهات السياحية الوطنية ذات السمعة العالمية على غرار المواقع والمدن الأثرية.