ماتزال شواطئ ولاية سكيكدة تستقطب أعدادا كبيرة من المصطافين المتوافدين إليها من داخل وخارج الولاية، يزداد عددهم عند نهاية الأسبوع بالخصوص خلال هذه الفترة الأخيرة المتميزة باقتراب شهر رمضان المعظم. فعلى امتداد شاطئ العربي بن مهيدي إلى غاية شاطئ واد ريغة ببلدية فلفلة، تشهد المنطقة ازدحام المصطافين من مختلف الأعمار، مشكّلين بمظلاتهم مختلفة الألوان والأشكال ديكورا يشبه الفسيفساء التي تبرع أنامل الفنانين في تشكيلها، لتختلط أصوات المصطافين وصخبهم بأمواج البحر، مشكلة بذلك أجمل السنفونيات.. ورغم أزمة الماء الخانقة التي تعرفها العربي بن مهيدي منذ أكثر من أسبوع، إلا أن الإقبال على شواطئها يبقى كبيرا جدا، مما أنعش الحياة ليل نهار، وما ساهم أكثر في تفعيل صيفيات سكيكدة على مستوى العربي بن مهيدي عملية تأجير مساحات من الشاطئ لعدد من المستثمرين سواء من القطاع الخاص أو العام، حيث تشهد هذه الاخيرة إقبالا عليها على الرغم من ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة للزبائن، وحسب الذين تحدثنا معهم فقد أرجعوا توافدهم على مثل هذه الشواطئ إلى طبيعة الخدمات المقدمة المتميزة في المقام الاول بالأمن والنظافة والجودة وتوفير الشمسيات والطاولات وأماكن للاستحمام، إضافة إلى ممرنين متخصصين في مراقبة السباحة وتخصيص أماكن للأطفال وحظائر لتوقيف السيارات بخلاف باقي الشواطئ، حيث تشهد تدهورا بفعل غياب الحس المدني للمصطافين الذين لم يتقيدوا بأبسط شروط النظافة من خلال إلقاء كل ما يحملونه معهم إلى البحر، من قارورات مياه فارغة وبقايا الأكل من قشور البطيخ وقنينات المشروبات الغازية، وهذا رغم الجهود التي بذلتها البلدية من خلال تخصيص أماكن لرمي القاذورات وبأعداد كثيرة، وذلك على امتداد كل شواطئ سكيكدة بما فيها العربي بن مهيدي إلى غاية شاطئ واد ريغة النموذجي. أما ليلا فالزائر للعربي بن مهيدي تشده الحركة التي لا تنقطع إلا بعد ساعة جد متقدمة من الليل، سواء على مستوى المحلات المتخصصة في تقديم مختلف الوجبات لاسيما الأسماك المشوية على الفحم، والتي تنبعث منها مختلف الألحان الشرقية والغربية والجزائرية، فيما لجأ بعض المستثمرين إلى استقدام فرق فنية لتنشيط السهرات العائلية وسط أضواء مختلفة الألوان، مما زاد في جمالية المكان، أما البعض فيفضلون قضاء السهرة على شاطئ البحر، حيث تلتف العائلة تتسامر حول مختلف المواضيع التي تشغلهم إلى ساعات متأخرة من الليل، لاسيما خلال الفترة الأخيرة التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة، وقد أرجع كل من تحدثنا معهم سبب الإقبال على الشاطئ ليلا إلى توفر عنصر الأمن. بعضهم وهم مهاجرون مقيمون بمرسيليا يقضون عطلة الصيف للمرة الثانية بالمنطقة أكدوا لنا إعجابهم بالعربي بن مهيدي التي شبهوها بمدينة اسنطبول التركية، وما شدّهم أكثر توفر الأمن بشكل كبير، وينتظر أن تعرف ليالي العربي بن مهيدي مع دخول شهر رمضان المعظم إقبالا قياسيا من العائلات.