❊ مفهوم الأمن تغير بتغير طبيعة الحروب وظهور الأمن الهوياتي والسيبراني ❊ الوسائط الإعلامية أدوات لزعزعة الاستقرار في "الحروب الهجينة" ❊ منصات التواصل الاجتماعي وسائل لاستهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم ❊ المحتوى الرقمي الغني بالمعلومات الموثوقة يعزز روح الانتماء للأمة ❊ التهديدات والتحديات تفرض تبني أساليب مجابهة جديدة ومنسجمة ❊ وضع استراتيجية وطنية متكاملة تعزز التلاحم وتحافظ على الهوية الجامعة أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، أن صناعة محتوى رقمي حافظ للذاكرة الوطنية، يعد رهانا أساسيا للمحافظة على الإرث التاريخي العظيم للأمة ضد جميع محاولات التزييف والتحريف والتشويه التي يتعرض لها، محذرا من محاولات استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم. نظمت مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، ندوة تحت عنوان "صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية"، تم خلالها تسليط الضوء على التهديدات التي تستهدف الذاكرة الوطنية وسبل مواجهتها على مختلف المنصات في الفضاء الرقمي، وفقما أروده بيان لوزارة الدفاع الوطني. وخلال اشرافه على افتتاح أشغال هذه الندوة، اعتبر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، في كلمته، صناعة محتوى رقمي حافظ للذاكرة الوطنية، يعد رهانا أساسيا للمحافظة على الإرث التاريخي العظيم لأمتنا ضد جميع محاولات التزييف والتحريف والتشويه التي يتعرض لها، ومحذّرا من محاولات استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن مفهوم الأمن تغير مع تغير طبيعة الحروب وتوالي أجيالها، "حيث أصبحنا نتحدث عن الأمن الهوياتي والأمن المجتمعي والأمن السيبراني..". مضيفا بأنه "في سياق الحروب الجديدة، التي يعرفها عالم اليوم، أو ما يصطلح عليها ب"الحروب الهجينة"، يعد الإعلام بكل وسائطه، خاصة منصات التواصل الاجتماعي، أدوات ووسائل أساسية في استراتيجيات صناعة عدم الاستقرار، التي تحاول استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم، وتعمل على إعاقة مسار بناء مستقبلها، من خلال طمس الهوية الوطنية، وتشويه التاريخ، ونشر المعلومات المضللة والتشكيك في الرموز الوطنية". وشدد الفريق أول على ضرورة التكيف مع متطلبات العصر، قائلا "في ظل السياق الجيوسياسي الدولي الراهن، الذي يعج بالتهديدات والتحديات، بات لزاما علينا تبني أساليب مجابهة جديدة، ومقاربات وطنية منسجمة، تشمل إلى جانب استغلال الوسائل والقدرات العسكرية، تعبئة كافة قدراتنا الوطنية، في إطار استراتيجية وطنية متكاملة، تواكب التطورات الراهنة، وتعزز التلاحم الوطني، وتحافظ على الهوية الوطنية الجامعة، وتعمل على نقلها للأجيال القادمة، في وعاء جديد ومناسب، يعكس ذلك الزخم الثقافي والإرث الحضاري والتاريخي للأمة الجزائرية". واستطرد رئيس أركان الجيش، أن ذلك لن يتحقق لنا "إلا من خلال التكيف مع متطلبات العصر، والحضور بقوة في العالم الافتراضي، من خلال صناعة محتوى رقمي حافظ للذاكرة الوطنية، غني بالمعلومات الموثوقة والمقنعة شكلا ومضمونا، ويعزز روح الانتماء للأمة الجزائرية، في إطار الوفاء لوصايا شهدائنا الأبرار، ومنها بالتحديد وصية الشهيد ديدوش مراد، رحمه الله، الذي قال "إذا استشهدنا، حافظوا على ذاكرتنا". وحسب نفس البيان، فإن فعاليات هذه الندوة التي عرفت حضور رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس المحكمة الدستورية وكذا مستشار السيد رئيس الجمهورية المكلف بالمديرية العامة للاتصال، إلى جانب أعضاء من الحكومة والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة ومسؤولين سامين في الدولة، والأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، ورؤساء دوائر ومديرين ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي. بالإضافة إلى عدد من المجاهدين والشخصيات الوطنية ومديري وسائل الإعلام وأساتذة جامعيين، تواصلت بإلقاء مداخلات قيّمة قدمها أساتذة جامعيون مختصون في التاريخ وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، تناولت مواضيع هامة، على غرار "أهمية المحتوى الرقمي لحفظ الذاكرة الوطنية" و"لذاكرة الوطنية في ظل الجزائر الجديدة-انجازات وتحديات"، بالإضافة إلى موضوع "زخم وثراء الذاكرة الوطنية.. أي سبيل لمحتوى رقمي يقوي الوحدة الوطنية ويُعزز الأمن المجتمعي"، وكذا "التحديات التي تواجه صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية".