أثار استبعاد مصارع الجيدو الجزائري دريس رضوان مسعود، من أولمبياد باريس 2024، الرأي العام الرياضي الجزائري والعربي، قبل يوم واحد فقط من المواجهة، التي كان من المنتظر أن يخوضها ضد الإسرائيلي توهار بوتبول. كشفت اللجنة المنظمة، يوم الأحد الماضي، استبعاد المصارع دريس رضوان مسعود، وشطب اسمه من المواجهة بسبب زيادة في الوزن، لكن الاتحاد الدولي للجيدو نشر، أول أمس، بيانا أكد فيه أنه سيفتح تحقيقا معمقا حول أسباب استبعاد المصارع الجزائري من ورقة اللقاء. تقول تقارير إعلامية جزائرية، إن القرعة لم تكن رحيمة بالمصارع الجزائري دريس رضوان مسعود، وأنه اضطر إلى الانسحاب بشكل غير مباشر من المواجهة، لكن المصارع الجزائري لا يعد الرياضي الوحيد الذي لجأ إلى الانسحاب المباشر أو غير المباشر من الأولمبياد، بل سبقه إلى ذلك، دول ورياضيون قاموا بالأمر نفسه. الدول العربية سباقة للاحتجاج كانت الدول العربية قد سبقت المصارع الجزائري دريس، إلى الاحتجاج والاعتراض في الألعاب الأولمبية، حيث هددت بعدم المشاركة في أولمبياد لندن 1948، إذا ما سُمِح للكيان الصهيوني بخوض تلك النسخة من الأولمبياد، واتخذت اللجنة الأولمبية الدولية قرارا باستبعاد الإسرائيلي، وشاركت الدول العربية. في نفس النسخة من أولمبياد لندن، قامت بريطانيا، منظمة الحدث الرياضي، باستبعاد اليابان وألمانيا عام 1948، بسبب الصراع الموجود بينها وبين البلدين آنذاك. وقاطعت 3 دول عربية أولمبياد ميلبورن الأسترالية عام 1956، وهي مصر والعراق ولبنان، احتجاجا على العدوان الثلاثي على السويس. وقاطعت دولتان أوربيتان كذلك الألعاب الأولمبية في ميلبورن، وهما إسبانيا وسويسرا، بسبب الأزمة التي وقعت حينها بين الاتحاد السوفيتي والمجر. مقاطعة أولمبياد 1976 و1980 لم يشارك عدد من الدول العربية والإفريقية، مثل الجزائر وتونس والمغرب ومصر ومالي والكاميرون، وانضمت إليهم دول من قارات أخرى، في الألعاب الأولمبية في مونتريال الكندية عام 1976، احتجاجا منهم على مشاركة نيوزيلندا المؤيدة حينها لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وبالفعل عاقبتها اللجنة الأولمبية الدولية. وقادت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مجموعة تضم 65 دولة قاطعت أولمبياد موسكو عام 1980، احتجاجا منها على غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان حينها، ورد الاتحاد السوفياتي بالمثل، ورفض هو الآخر المشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولحقت به 14 دولة كاملة بعدم المشاركة. على صعيد الرياضيين، قاطع العديد من الأبطال العرب، من الجزائر والكويت وسوريا ولبنان والسعودية وتونس وسلطنة عمان والسودان والعراق، مواجهات في مختلف الرياضات ضد الكيان. كان الجزائري دريس مسعود رضوان، هو آخر من انسحب من هذا النوع من المواجهات، ولو أنه قام بذلك بطريقة غير مباشرة، حتى يتفادى العقوبات الكبيرة، مثلما حدث مع مواطنه فتحي نورين الذي عوقب بالإيقاف لمدة 10 أعوام في أولمبياد طوكيو 2020، لنفس السبب.