أنهت الجزائر مشاركتها في دورة باريس الأولمبية 2024 التي أُسدل الستار على فعالياتها أمس الأحد، في المركز 37 في جدول تصنيف البلدان المشاركة في هذا الحدث، على حسب الميداليات، وذلك بتحقيقها 3 ميداليات؛ منها ميداليتان ذهبيتان وبرونزية واحدة، وبالتالي هي حصيلة تاريخية بمعادلة أحسن مشاركة جزائرية في تاريخ الأولمبياد دورة أطلنطا 1996. جاءت الذهبية الأولى للبطلة لاعبة الجمباز كيليا نمور، في جهاز متوازي مختلف الارتفاعات بتنقيط 15.700، الذي سمح لفراشة الجمباز الجزائري بدخول التاريخ من الباب الواسع، وأصبحت أوّل لاعبة جمباز إفريقية وعربية تتوَّج بميدالية أولمبية. أما الميدالية الثانية فحققتها بطلة الملاكمة إيمان خليف، بإحرازها الميدالية الذهبية لفئة 66 كلغ، عن جدارة واستحقاق؛ ببسطها سيطرتها أمام منافساتها في الأولمبياد؛ حيث ردّت ملكة القفاز الجزائري على حملة الإساءة التي تعرّضت لها في أولمبياد باريس 2024، بلغة الميدان، فنالت الذهب الأولمبي، وهكذا كسبت إيمان خليف تضامن الجماهير في الوطن وخارجه، في حين عزّز العدّاء جمال سجاتي تتويجات الجزائر بميدالية من معدن البرونز في نهائي سباق 800 م، ليصبح سادس عدّاء جزائري ينال ميدالية في ألعاب القوى في الأولمبياد، بعد كلّ من حسيبة بولمرقة (ذهبية 1500 متر) في أولمبياد برشلونة 1992، ونور الدين مرسلي (ذهبية 1500م) أولمبياد أطلنطا 1996، ونورية بنيدة مراح (ذهبية 1500 متر) أولمبياد سيدني 2000، وسعيدي سياف (فضية 5000 متر) أولمبياد سيدني 2000، وتوفيق مخلوفي (ذهبية 1500م) أولمبياد لندن 2012، وتوفيق مخلوفي (فضيتي 800م/ 1500م) بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016. وبهذا التصنيف الأولمبي 37، تُعدّ الجزائر أول بلد عربي تحقيقا للميداليات في أولمبياد باريس، والثانية إفريقيّا بعد كينيا صاحبة عشر ميداليات أولمبية، أربع منها ذهبية، وفضيتان، وأربع برونزيات. وفي الصدارة نجد الصين، صاحبة المركز الأول، التي حققت 90 ميدالية أولمبية، منها 39 ذهبية، و27 فضية، و24 برونزية، تليها الولاياتالمتحدةالأمريكية ب 122 ميدالية منها 38 ذهبية، و42 فضية وبرونزية. أما المركز الثالث فكان من نصيب أستراليا، بتحقيقها مجموع 50 ميدالية؛ منها 18 ميدالية ذهبية وفضية، و14 ميدالية برونزية. وبهذا تصبح المشاركة الجزائرية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، الأحسن في التاريخ رفقة دورة أتلانتا 1996؛ حيث حقّق نور الدين مرسلي ذهبية سباق 1500 متر رجال (ألعاب القوى)، والراحل حسين سلطاني ذهبية الوزن الخفيف رجال (ملاكمة)، ومحمد بحاري برونزية الوزن المتوسط رجال (ملاكمة). ورغم هذه الحصيلة الإيجابية مقارنة بالدورات الأولمبية الأخيرة، إلاّ أنه باستثناء الثلاثي المتوّج الذي كان مرشّحا قبل بداية الدورة، سجّل بقية الرياضيين مشاركات كارثية. وغادر أغلبهم من الأدوار الأولى بأداء هزيل؛ ما يستوجب مراجعة العديد من الأمور، وبداية التحضير من الآن للدورة المقبلة التي ستقام في لوس أنجلوس سنة 2028.