لاتزال مشاريع ازدواجية الطرق ببلدية بئر خادم، تشكل ورشات مفتوحة منذ سنة كاملة؛ ما زاد في تعقيد حركة التنقل والاختناق المروري. وتتمثل هذه المشاريع في كل من مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين بئر خادم والسحاولة، ومشروع ازدواجية الطريق الذي يربط حي الصفصافة ببلدية جسر قسنطينة بالطريق الوطني رقم واحد مرورا بحي زونكا. وهما مشروعان مهيكلان، تعوّل عليهما السلطات العمومية لحل مشكل الاختناق، وإعادة السيولة المرورية. زادت مقاولات الأشغال العمومية المكلفة بتجسيد مشاريع ازدواجية الطرق ببئر خادم، من وتيرة الإنجاز؛ حيث لاحظت "المساء" أن عدة مقاولات مناولة تقوم، منذ الأسابيع القليلة الماضية، بتمرير مختلف الشبكات الأرضية، كالكهرباء، والغاز، والماء والألياف البصرية، بالقرب من حي 400 مسكن بجنان السفاري؛ استعدادا لتسطيح المسلك الجديد، وتفريشه بالخرسانة الزفتية. كما تقوم المقاولات بوضع جدران الإسناد لإنجاز المحولات. ومعلوم أن هذا المشروع الذي كلف الخزينة العمومية 6 ملايير دينار وانطلقت أشغاله في صائفة 2023، فاقت نسبة إنجازه 40 ٪. ويفكّ هذا المحور الخناق عن مدينة السحاولة؛ لكون الطريق المزدوج لا يمر بوسط المدينة، بل ينحرف نحو حي أولاد بلحاج، ويلتقي بطريق آخر مبرمج نحو بابا احسن والدويرة عبر الطريق الولائي رقم 111. وتوشك مقاولة الإنجاز بهذا الطريق على الانتهاء من غرس الأعمدة الخرسانية الحاملة للجسر الأول المحاذي للجسر القديم، الذي ستتم إزالته لاحقا، حسب الدراسة التقنية لمخطط المشروع. أما مشروع الطريق الثاني المزدوج بين الصفصافة والطريق الوطني رقم واحد، فقد فاقت نسبة إنجازه 95 ٪، في انتظار تدشين الجزء الأول منه. ولم يبق منه إلا استكمال إنجاز المنشأة الفنية، وجدران الإسناد على حافتي الطريق الوطني رقم واحد، ومنها مقبرة جنان السفاري القديمة، والمحولات المتفرعة منه؛ حيث بلغت نسبة إنجازها 90 ٪، ليمر هذا الطريق بحي السكنات الترقوية "بسة" إلى غاية الطريق المزدوج نحو أولاد بلحاج. ويضاف إلى هذين الطريقين مشروع نفقي حي لاكوت ببئر مراد رايس، والمحول الذي سينجر فوقه، لتسهيل حركة المرور بحواشي المحطة البرية متعددة الأنماط، التي استؤنفت أشغالها بعد توقف دام عدة أشهر. وفي ظل هذه الورشات المفتوحة والأشغال المتسارعة، يطالب مستغلو الطرق المذكورة، باحترام آجال الإنجاز، وتخليصهم من متاعب الزحمة المرورية، التي تزداد تعقيدا مع الدخول الاجتماعي والمدرسي، وبالأخص في أوقات الذروة؛ حيث يُتوقع أن يلجأ العديد من سكان الأحياء إلى البحث عن منافذ أخرى للوصول إلى مقرات عملهم، والعودة مساء إلى منازلهم. للإشارة، كان الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية عبد الرحمان رحماني، كشف، سابقا، ل "المساء" ، عن جملة من المشاريع القطاعية الضخمة، الموزعة بأغلب البلديات الخمس التابعة لمقاطعته، التي انتهت أشغال بعضها. وأخرى يجري تجسيدها بنسب متفاوتة. وتشهد زيارات ميدانية لإنهائها في موعدها، مؤكدا أن قطاع الأشغال العمومية يشكل الحصة أكبر من المشاريع الكبرى المهيكلة، موزعة على أغلب البلديات الواقعة بالمخرج الجنوبي للعاصمة، والمطلة على الطريق الوطني رقم واحد؛ ما يقضي على العديد من النقاط السوداء، ويحل إشكالية الزحام المروري المتفاقم. ويدخل ذلك في إطار مشاريع تجسيد "المخطط الأصفر" في استراتيجية تهيئة العاصمة.