يطالب أصحاب محلات النفق الأرضي المحاذي لفندق السفير وسط العاصمة، الوكالةَ العقارية لمدينة الجزائر، بالتدخل العاجل لإصلاح تسربات مياه الأمطار، التي ظلت منذ سنوات، تتسبب في تعقيد وضعية نشاطهم، وتكبّد آخرين خسائر مادية كبيرة، حسبما لاحظت "المساء" ، التي زارت المحلات حينما كانت الأمطار تتهاطل، الخميس الماضي، مؤكدين أن الوكالة ضربت شكاواهم عرض الحائط، وتركت الأمور سائبة إلى أجل غير مسمى. لاتزال الأمطار تفعل فعلتها في المحلات المتواجدة بالنفق الأرضي المحاذي لفندق السفير وسط العاصمة، وتستمر معها معاناة وخسائر التجار لأزيد من عشر سنوات، حسب تصريحاتهم؛ حيث أطلع أحدهم "المساء" حينما كانت الأمطار الأخيرة تتهاطل مؤخرا، على حجم الإهمال الذي طال بعض المحلات؛ حيث تتسرب مياه الأمطار من الأسقف داخل محله، وتفسد في كل مرة، ما به من ملابس، حسبما وقفت عليه. مياه متسربة ومعاناة مستمرة والحل غائب! قال التاجر "علي. ي" صاحب 61 سنة، الذي أدخل "المساء" إلى محله حيث رصدت سيولا من مياه الأمطار المتسربة من السقف، محدِثة بِركة من الماء؛ ما جعله يحاول شفطها نحو بهو المركز التجاري بنبرة حزينة فيها أسف على ما تركته الأمطار من خسائر طالت بضاعته، إنه ظل على هذه الحال منذ 2007، حينما بدأت الأمطار تنزلق من السقف نحو محله، ومحل آخر بالجوار. وأكد الشاكي أنه كلما تساقطت الأمطار ليلا يضع يده على بطنه؛ خوفا من تلف البضاعة، ولعدم استطاعته فعل أي شيء، ليضيف أن الأمطار الليلية أفسدت، ذات مرة، خمس علب كرتونية مملوءة بالملابس، وكبدته خسائر كبيرة، ولم يجد، في المقابل، من يتفهم أمره ويساعده على تجاوز هذه الوضعية غير المريحة. وأفاد "عمي علي" الذي ينشط بمحله منذ 36 سنة، بأنه بعد إلحاح من التجار تحركت مصالح الولاية منذ سنوات، وعاينت المكان. واكتشفت حينها أن الخلل يكمن في البالوعة الواقعة في السطح (الطريق العمومي)، وما يرتبط بها من قنوات قديمة ومهترئة، لم يتم إصلاحها بشكل لائق، لتبقى مصدر تسربات وفيضانات داخل المحلات. حاويات ودلاء لجمع المياه وسقف مهدد بالانهيار وبجوار محل الملابس يوجد مرحاض عمومي، تتسرب بالقرب منه سيول كبيرة. التقطت "المساء" صورا عندما كانت الأمطار تتهاطل صبيحة الخميس الماضي؛ ما جعل العامل المكلف بتسيير هذا المرفق العمومي، يستمر في صرف المياه المتجمعة نحو البالوعة الرئيسة داخل بهو المركز التجاري. ولجأ من وجدناه بالمحل إلى وضع حاويات بلاستيكية ودلاء معدنية لجمع المياه، ومنعها من التجمع ببهو المحلات؛ حيث فعلت المياه المتسربة فعلتها في السقف المهترئ، الذي يكاد يسقط على رؤوس التجار وزوار المحلات. ويلاحظ زائر هذه المحلات تحت أرضية، حجم المياه التي تتجمع بهذا البهو، مشكلة خطرا على المارة، ومعرقلة حركة التنقل بين المحلات، حسبما لاحظت "المساء"، مع تأكيد أن هذه المتاعب تنفّر الزبائن، وتزيد في معاناة التجار الناشطين. ويطالب أصحاب المحلات الذين يدفعون الإيجار للوكالة العقارية لمدينة الجزائر بشكل دوري، بإصلاح الخلل الحاصل، وتمكينهم من مزاولة نشاطهم التجاري في ظروف لائقة، بعيدا عن مخاطر الفيضانات والتسربات، التي أصبحت مصدر خطر على نشاطهم منذ سنوات.