أكدت منسقة الأخصائيين النفسانيين بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان بدرقانة، فاطمة الزهراء غزالي، في تصريح ل"المساء"، أن نسج علاقة صحية وصحيحة بين الأبناء المراهقين واجب، لابد أن يحرص عليه الوالدان، لاسيما وأن مرحلة المراهقة تتميز بالكثير من التحولات التي يجهلها بعض الوالدين، إذ يستوجب، حسب المختصة، معرفة الأساليب التربوية السليمة لتجاوز هذه المرحلة بسلام. أشارت الأخصائية غزالي، إلى أن المراهق يمر بعدة تغيرات، من بينها التغيرات الجسدية، الاجتماعية، البيئية، الانفعالية والعقلية، حيث يصبح المراهق كثير الانفعال، واسع الخيال والأفكار، نتيجة الفجوة الزمنية بين الأباء والأبناء، واختلاف أنماط التربية، فكلها أسباب كافية لارتكاب الإباء عدة أخطاء، على الرغم من أنهم يقدمون الاهتمام، إلا أن المراهق وفي ظل كل التغيرات، يحس بالفراغ العاطفي، وما يزيد الفجوة؛ ترصد الأخطاء، الاتهام أو التوجيه والإرشادات بشكل مباشر، مع عدم وجود قاعدة للتعامل، وكذا الامتناع عن إظهار العاطفة، وهذه النقطة بالذات جد مهمة، تقول المختصة: "بحيث يجد الآباء صعوبة في إظهار مشاعرهم وعواطفهم لأبنائهم المراهقين، وهذا يولد لدى المراهق فراغا ونقصا عاطفيا، يجعله يتجه إلى البحث عنه خارج عائلته، وقد يقع فريسة أشخاص ليسوا محل ثقة، ويستغلونه أبشع استغلال". ولحماية الأبناء، أكدت المختصة، أنه يتوجب على الأهل أن يتواصلوا جيدا مع ابنهم المراهق، من خلال الاستماع الجيد وتقديم الرعاية والحب وإيجاد فنون التعامل معه، ومعرفة الأشياء التي يفكرون فيها للتوصل إلى الحلول، ومعرفة مشاعرهم وأسباب تصرفاتهم وانفعالاتهم، وترك مساحة للحرية المنضبطة. وفي الأخير، نبهت فاطمة الزهراء غزالي، إلى أن التربية السليمة تتطلب مهارات أبوية، تساعد الآباء على التفاعل بشكل مثمر مع أبنائهم، بحكم الفجوة بين طرق التفكير المختلفة بين الآباء والأبناء، مؤكدة أن التغير ليس بالأمر السهل، لكنه سمة من سمات الحياة وضروري لمواكبة تفكير الأبناء، والدخول إلى عالمهم دون اختراق ولا تجسس ولا جبر، لكن بكل حب واحترام، لحياتهم وخصوصياتهم وحدودهم، حتى يبلغوا تحقيق الاستقرار والسعادة والرضا، لتجنبيهم البحث عن الرعاية والحنان خارج الإطار العائلي.