نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس، رسميا قائدها يحيى السنوار، الذي استشهد في اشتباكات خاضها الأربعاء الأخير، ضد قوات الاحتلال المتوغلة في حي تل السلطان برفح جنوب قطاع غزّة، الذي لا يزال يتخبّط تحت وطأة حرب الإبادة الصهيونية منذ أكثر من عام. وجاء في بيان نعي الحركة أنه ب"كل معاني الشموخ والكبرياء والعزّة والكرامة تنعى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا جميعا وأحرار العالم، رجلا من أنبل الرجال وأشجع الرجال، رجلا كرّس حياته من أجل فلسطين، وقدّم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها، صدق الله فصدقه الله، واصطفاه شهيدا مع من سبقه من إخوانه الشهداء". واستشهد السنوار، وهو حامل لسلاحه يقاتل في الصفوف الأمامية مع عناصر المقاومة ضد قوات الاحتلال، ولم يستهدف في عملية اغتيال كما حدث مع غالبية قادة المقاومة، لتسقط بذلك الأكاذيب الصهيونية التي اتهمته بالجبن وبأنه يختبئ في أنفاق غزّة، قبل أن ينكشف للعام أجمع أنه كان يدافع عن أرضه وشعبه مثله مثل أي مقاوم فلسطيني، وهو الذي قال إنه وبعد تنفيذه عملية "طوفان الأقصى" فأنه "لن يضرّه بعدها إن استشهد". وكان قائد "حماس" في غزّة، خليل الحية، أكد أمس، أن "السنوار ارتقى بعد أن خاض اشتباكا من نقطة صفر مع قوات العدو المتوغلة في رفح جنوب قطاع غزّة"، مضيفا أن "السنوار واصل عطاءه بعد الخروج من المعتقل حتى اكتحلت عيناه بالطوفان العظيم، وكان استمرارا لقافلة الشهداء العظام على خطى الشيخ المؤسس أحمد ياسين"، وشدّد الحية على أن "دماء الشهداء ستظل توقد لنا الطريق وتشكّل دافعا للصمود والثبات، وأن "حماس" ماضية حتى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس. وهو يؤكد أن استشهاد القائد السنوار، ومن سبقه من القادة لن يزيد الحركة إلا قوة وصلابة، قطع الحية الشك باليقين بأن "أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزّة والانسحاب الكامل منها وخروج أسرانا من المعتقلات". من جهتها نعت "كتائب القسام" الجناح المسلّح لحركة "حماس" الشهيد السنوارو وقالت في بيان لها أمس، إنه "ارتقى مقبلا غير مدبر في أشرف المعارك دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك وعن شعبنا وحقوقه المشروعة". وأضاف البيان بأنه "لمن دواعي الفخر أن تقدم حركتنا القادة قبل الجند، وأن يتقدم قادتها قافلة شهداء شعبنا الذين قدّموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين، وأن يستشهد قائدها بين إخوانه المجاهدين بطلا مشتبكا مع الغزاة الذين ظنوا أن غزّة يمكن أن تكون لقمةً سائغةً لجيشهم الجبان". وتطرق البيان إلى مسيرة "أبي إبراهيم الجهادية والمشرّفة، كان خلالها من جيل التأسيس لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأجهزتها العسكرية والأمنية، ثم ضحى بزهرة شبابه أسيرا في سجون الاحتلال لأكثر من عشرين عاماً، قبل أن يخرج رافع الرأس في صفقة "وفاء الأحرار". وأكدت القسام أن "فصائل المقاومة منها حماس، حين قررت دخول هذه المعركة الكبرى والفاصلة في تاريخ جهاد الشعب الفلسطيني وفي مسيرة أمتنا كانت تعلم بأن ثمن التحرير غال جدا قدمته كل الشعوب قبل أن تتحرر من محتليها، وقد كانت مستعدة لتتقدم صفوف المضحين في القلب من أبناء شعبها، فقدمت القادة والجند رافضة الإذعان للعدو أو السكوت عن ظلمه ونهبه لحقوق شعبنا المشروعة". وشدّدت على أنه "لن تتوقف مسيرة جهادنا حتى تحرير فلسطين وطرد آخر صهيوني منها، واستعادة كامل حقوقنا المشروعة، وخير دليل على ذلك أن شعبنا لم ينكسر أو يستسلم بعد عام من معركة "طوفان الأقصى" رغم فداحة الأثمان التي دفعها ورغم جرائم الإبادة الصهيونية الوحشية. وختم البيان بالتأكيد على أن الاحتلال الصهيوني "واهم إن ظنّ أنه باغتيال قادة المقاومة العظام من أمثال السنوار وهنية ونصر الله والعاروري وغيرهم يمكن أن يخمد جذوة المقاومة أو يدفعها للتراجع، بل ستتواصل وتتصاعد حتى تحقيق أهداف شعبنا المشروعة". استهدفت مدرسة "أبو حسين" للنازحين في جباليا 28 شهيدا و160 جريح في مجزرة صهيونية جديدة ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مجزرة وحشية جديدة حيث قصف مدرسة "أبو حسين" للنازحين في جباليا شمال قطاع غزّة، راح ضحيتها 28 شهيدا بينهم أكثر من 160 إصابة. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، في بيان له بإن جيش الاحتلال كان على علم بأن مدرسة "أبو حسين" تضم آلاف النازحين الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وقصف أحياءهم المدنية. وقال إن "هذه المذبحة ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال إلى 192 مركز للنزوح والإيواء، وتضم هذه المراكز مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني". وأضاف أن "هذه الجريمة الجديدة تأتي بالتزامن مع انهيار الواقع الصحي في محافظة شمال غزّة والتي يقطنها حالياً قرابة 400 ألف إنسان، وحيث أن الاحتلال هدد المستشفيات وطالبها بالإخلاء لإيقاع أكبر قدر ممكن من القتل والإبادة الجماعية". وأدانت السلطات الفلسطينية في غزّة، ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي هذه المذبحة الجديدة ضد المدنيين والأطفال والنساء، مطالبة كل دول العالم بإدانة هذه الجرائم المستمرة ضد النازحين وضد المدنيين وضد الأطفال والنساء. وحمّلت مجددا الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في قطاع غزّة. كما طالبت المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية، بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزّة. ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023، مرتكبا العديد من المجازر ضد الفلسطينيين بسبب القصف المكثف والعنيف جوا وبحرا وبرا مخلّفا كارثة إنسانية غير مسبوقة، وحصيلة ضحايا جد ثقيلة ولا تزال مرشحة للارتفاع بلغت عتبة 42 ألفا و500 شهيد وأكثر من 99 ألف جريح. بوصفها شريان أمل لملايين اللاجئين الفلسطينيين 123 دولة تجدد دعمها ل"الأونروا" جددت 123 دولة دعمها لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا" بوصفها الهيئة الأممية المنوط بها الدفاع وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتقديم المساعدة اللازمة لهم. وأبدى مندوبو هذه الدول خلال مؤتمر صحفي عقدوه في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، انزعاجا إزاء التدابير التي اتخذها الكيان الصهيوني ضد "الأونروا" بما فيها مشروع القانون المطروح أمام البرلمان الصهيوني والذي "قد يمنع الأونروا من مواصلة عملياتها المنقذة للحياة في الأرض الفلسطينية المحتلّة". وقال المندوبون، إن عمل وكالة الأونروا "لا غنى عنه ولا يمكن استبداله وهو بمثابة حجر الزاوية والعمود الفقري للمساعدات الإنسانية لأجيال من اللاجئين الفلسطينيين"وسلّط المندوبون، الضوء على نتائج تقرير مجموعة المراجعة المستقلة لوكالة الأونروا التي قادتها كاترين كولونا، مرحبين بالتزام الوكالة بتنفيذ توصيات التقرير بالكامل، مؤكدين في هذا الصدد على المخاطر الإنسانية والسياسية والأمنية الجسيمة التي قد تنتج عن أي انقطاع أو تعليق لعملها الحيوي. كما شددوا على الالتزامات المشتركة بشأن "الأونروا" والتي حظيت بدعم عالمي من 123 دولة موقّعة حتى هذه اللحظة، وقالوا "نظل ملتزمين بدعم قدرة الوكالة على الوفاء بولايتها الحيوية". وتواجه الوكالة الأممية منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزّة في السابع أكتوبر من العام الماضي، حملة صهيونية شرسة لتفكيكها ضمن مخطط مفضوح لتصفية القضية الفلسطينية من خلال القضاء على ملف اللاجئين وبالتالي حق العودة لما لا يقل عن 6 ملايين فلسطيني لاجئين ومشتتين في مخيمات اللجوء ودول متفرقة من العالم. جراء ممارسات الاحتلال الصهيوني رياض منصور يطلع مسؤولا أمميا على الوضع في شمال غزّة أطلع المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، على الوضع الخطير في شمال قطاع غزّة، واستهداف الكيان الصهيوني للمدنيين من خلال القصف والتجويع وإصدار أوامر الإخلاء والتي هي عبارة عن أوامر بالقتل والإعدام للشعب الفلسطيني. وتطرق الدبلوماسي الفلسطيني، لدى لقائه المسؤول الأممي على هامش انعقاد لجنة الجمعية العامة المعنية بحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية في نيويورك، إلى الوضع الإنساني الصادم الذي ما زال يواجهه الشعب الفلسطيني في كامل قطاع غزّة، بسبب العدوان الصهيوني المستمر وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء ومنع الكيان الصهيوني دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.وطلب منصور، من المفوض السامي الأممي ضرورة متابعة كافة انتهاكات حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلّة، والاستمرار في تنبيه المجتمع الدولي حول هذه الانتهاكات، والطلب بتحقيق العدالة والمحاسبة كسبيل وحيد للقضاء على هذه الانتهاكات والحول دون تكرارها. كما تناول أيضا ما أقرته الجمعية العامة في تبنّيها لقرار يعتمد فتوى محكمة العدل الدولية، الذي يقضي بعدم قانونية الاحتلال الصهيوني وضرورة إنهائه بدون أي تأخير وبشكل خاص البند المعني بتشكيل آلية للتحقيق في الانتهاكات المتعلقة بالتمييز العنصري في فلسطين المحتلّة.وناقشت اللجنة أيضا تقرير المقررة الخاصة حول حرية التعبير وحرية التجمع السلمي، كان من أبرز ما تناوله هو رفض القمع العنصري الذي تمارسه الحكومات الغربية للمظاهرات السلمية المنددة بالعدوان الصهيوني على غزّة، كما أدان التقرير استخدام التهم الملفّقة ضد المتظاهرين السلميين سواء في المجال الأكاديمي أو الإعلامي.وطالبت فلسطين، الدول الأعضاء وخاصة الدول الغربية بمراجعة ممارساتها وسياساتها غير القانونية لقمع التضامن الفلسطيني الدولي، والتوقف عن تجريمه باعتبار ذلك انتهاكا لحرية التعبير والقيم الديمقراطية، وضرورة وضع إجراءات محلية لحماية الفلسطينيين الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان من حملات التشهير والتحريض في سياق الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني في قطاع غزّة. من جانبه حذّر مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، الكيان الصهيوني من إجراء عمليات نقل قسري واسع النطاق للمدنيين من شمال غزّة، مشيرا إلى أن ذلك يرقى إلى أن يكون جريمة حرب، وقال تورك، في تصريحات صحفية إن "أوامر الإخلاء الصهيونية يبدو أنها مصممة لعزل شمال غزّة تماما عن بقية المنطقة"، مشيرا إلى أنه "مع استمرار القصف والهجمات الأخرى هناك مخاوف جدية بشأن نقل قسري واسع النطاق للمدنيين لا يتوافق مع متطلبات القانون الدولي المتعلقة بالإخلاء لأسباب عسكرية ملحة". وأوضح المسؤول الأممي، بأن "النّقل القسري لجزء كبير من سكان شمال غزّة من شأنه أن يرقى إلى أن يكون جريمة حرب" داعيا لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكبير إلى جميع أنحاء غزّة. بالتزامن مع ذلك أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الوضع في قطاع غزّة "غير إنساني"، مشيرا في منشور عبر منصة "إكس" إلى أن التقييمات الأخيرة تشير إلى أن الجميع تقريبا في غزّة يتضورون جوعا، ودعا إلى إيصال فوري للمساعدات الإنسانية إلى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والذين يحتاجون إلى علاج عاجل كما جدد دعوته لوقف إطلاق النار فورا في قطاع غزّة.