الرئيس تبون: ❊ نتألم لما يجري في غزة وموقفنا من القضية الفلسطينية لن يتغير ❊ الجزائر تعمل ما بوسعها بمجلس الأمن لإيجاد حلّ أو توقيف الإبادة ❊ الانتخابات هي الحلّ في ليبيا.. ونتأسف لما يجري بين الأشقاء بالسودان ❊ دعوة لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بداية 2025 ❊ نطمح لتعزيز التعاون التجاري والطاقوي ❊ ضوء أخضر للتعامل مع المصريين في الهندسة المعمارية والسكن الرئيس السيسي: ❊ اللجنة العليا المشتركة الجزائرية - المصرية تنعقد قريبا بالقاهرة ❊ 1500 شركة مصرية تحظى بالاحترام في الجزائر بفضل مناخ استثمار ملائم اتفقت الجزائر ومصر على توسيع علاقات الشراكة في مختلف المجالات، وأكدتا على مواصلة الجهود من أجل إيجاد حلول توافقية للنزاعات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط وبعض دول الجوار دون التدخل في شؤونها الداخلية، في حين تمسكتا بضرورة وقف الإبادة الوحشية للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم. قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي شرع أمس، في زيارة إلى جمهورية مصر العربية، خلال تصريح صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تناول العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة العربية، إنه تباحث مع نظيره المصري حول هدنة إنسانية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة في انتظار إيجاد حلّ نهائي. ووصف الرئيس تبون الذي دشّن عهدته الثانية بأول زيارة خارجية لبلد عربي، ما يتعرض له أهل غزة بجريمة الإبادة كاملة الأركان، معبرا عن ألمه لما يعانيه القطاع من مجاعة تسبّب فيها المستعمر الإسرائيلي، فضلا عن ندرة الأدوية في المستشفيات وأبسط متطلبات الحياة. وفي المقابل حيّا صمود الشعب الفلسطيني الذي يتمسك بالبقاء على أراضيه ورفضه التهجير القسري، مطمئنا إياه بالفرج القريب. وأكد على تطابق وجهات النظر مع نظيره المصري بخصوص ضرورة أن يسير الفلسطينيون أراضيهم بمساعدة مصر والجزائر، مضيفا أن "بلادنا تعمل كل ما بوسعها في مجلس الأمن لتوقيف الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وأن موقفها من فلسطين لم ولن يتغير والقاضي بإرساء حلّ جذري ينصّ على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف". كما أوضح رئيس الجمهورية أنه تناول مع الرئيس السيسي عدة قضايا على غرار الوضع في ليبيا، حيث اتفقا على ضرورة إجراء الانتخابات لضمان الاستقرار في هذا البلد، في حين تأسف لما يجري في السودان باعتبار أن ما يحدث هناك لا يقبله الدين ولا الأخلاق. وأشار في هذا السياق إلى أن الجزائر ومصر لن تتدخلا بين الأشقاء إلا بالصلح كون الفتنة صعبة وأشد من القتل، وأن حساب المتورطين عند الله، مؤكدا في المقابل على أن البلدين متفقان على تنسيق دائم بخصوص كل الأمور التي تهم الأمة العربية في ظل المخططات المبيتة لبعض الأطراف في المنطقة ككل، ليستطرد بالقول "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن". من جانبه، أكد الرئيس المصري أن الطرفين اتفقا على وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى المبادرة التي أطلقتها بلاده بهذا الخصوص، فضلا عن الجهود المبذولة مع كافة الشركاء لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع في ظل الحصار الشديد المفروض على الفلسطينيين، مضيفا أن البلدين ضد أي تهجير قسري لخارج القطاع كونه ليس في صالح القضية الفلسطينية. كما أوضح الرئيس السيسي أن الجزائر ومصر متفقتان على منع امتداد الصراع خارج لبنان لتفادي انزلاق الأمور، مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية في ليبيا حفاظا على وحدتها واستقرارها . وعلى المستوى الثنائي، قال الرئيس تبون إنه جاء إلى مصر في إطار زيارة أخوية وودية وتنسيقية وتشاورية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعميق التشاور في عدة نقاط تهم المنطقة والعلاقات الثنائية، مغتنما مناسبة قرب احتفال الجزائر بالذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية للإشادة بموقف مصر المساند للثورة التحريرية، كما وجّه شكره بهذه المناسبة للرئيس السيسي ومن خلاله إلى الشعب المصري وكل من ساهم آنذاك في مساعدة انطلاق ثورة نوفمبر المجيدة، مثلما فعلت مع كافة الشعوب التي كانت تسعى للانعتاق والحرية. وأوضح في هذا الصدد أن العلاقات بين البلدين على أحسن ما يرام ولا يشوبها خلل، كونها مبنية على أسس قوية ارتكزت على نضال مشترك يعود إلى أزيد من سبعين عاما، قوامه الدفاع عن مقوّمات الأمة العربية، في حين أعرب عن أمله في أن تجتمع اللجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية بداية 2025، مذكرا بأن مصر تعد الأولى عربيا التي تستورد منها الجزائر بنحو مليار دولار. وإذ أشار إلى أن البلدين تحدوهما الرغبة في الانطلاق في استثمارات جديدة، لفت الرئيس تبون إلى أنه أعطى الضوء الأخضر لوزير السكن للتعامل مع الأشقاء المصريين في المجالات ذات الصلة بالهندسة المعمارية وبناء المدن الجديدة على وجه الخصوص، بالنظر إلى التجربة الكبيرة التي تمتلكها مصر في هذا الميدان، كما أكد الرئيس تبون استعداد الجزائر لتوسيع الاستثمارات في ميدان الطاقة على غرار مجال التنقيب ومشاريع الغاز . أما الرئيس مصري فقد أكد، إرادة بلاده لتطوير علاقات التعاون والشراكة مع الجزائر، مشيرا إلى أن الشركات المصرية البالغ عددها 1500 شركة تحظى بالاحترام في الجزائر بفضل مناخ الاستثمار الملائم. كما كشف السيسي، أنه خلال المباحثات بين الجانبين، تم التطرّق إلى سبل تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين، مبرزا أن اللجنة العليا المشتركة للبلدين ستعقد دورتها التاسعة قريبا بالقاهرة من أجل "ضبط مواضيع تعاون أكبر". وأوضح في هذا الصدد، أن "فرص التعاون كبيرة بين مصر والجزائر"، وهو ما شكل، حسبه، محور اللقاء الذي جمع أعضاء وفدي البلدين. وبالمناسبة، هنّأ الرئيس المصري الشعب الجزائري ورئيس الجمهورية بمناسبة إحياء الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير المباركة، قائلا إنها "مناسبة عظيمة ولطالما كان الشعب الجزائري ونضاله من أجل التحرّر محل إعجاب وتقدير واحترام شديد من قبل الشعب المصري". وكان الرئيس تبون قد أجرى محادثات موسعة بعد ظهر أمس مع نظيره المصري بقصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، شملت أعضاء وفدي البلدين، وسبقتها محادثات على انفراد. وشرع رئيس الجمهورية، أمس، في زيارة إلى مصر العربية لتليها فيما بعد سلطنة عمان، حيث حظي باستقبال رسمي من قبل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، واستمع الرئيسان إلى النشيدين الوطنيين الجزائري والمصري.