يكثر إقبال الصائمين خلال شهر رمضان على مختلف أنواع المأكولات والمشروبات، محاولين تزيين موائدهم خلال الإفطار بكل ما لذ وطاب. وأصبح البعض مهووسين بالسوق و شراء كل ما يباع فيه، من مصبرات، مخللات، مختلف أنواع الجبن والمشروبات والمعلبات المتنوعة، وحتى مختلف أنواع الخبز ، فهم لا يستغنون خلال هذا الشهر عن مثل هذه "السقايط"، التي تزين الموائد و تعد أكثر من ضرورية بالنسبة لهم، رغم أنها مصروف زائد. تزداد لهفة الصائمين خلال شهر رمضان على كل المنتوجات التي تعرض للبيع في السوق، ويزداد الإقبال عليها أكثر من أي وقت مضى، نظرا لتنوع المنتوجات وطريقة عرضها على الزبائن، إلى جانب الإشهار الذي يزداد في رمضان للترويج لها، فهناك من لا يستغني عن الفلفل و الزيتون بكل أنواعهما، وهناك من لا يملك مقاومة أمام مختلف أنواع الخبز، وآخرون مهووسون بالمشروبات بكل أنواعها، والبعض لا يتركون نوعا من الجبن دون شرائه إلى جانب الفواكه المختلفة، ومنهم من لا يستغني عن الحلويات المتنوعة المعروضة في جميع المحلات. الزيتون، الفلفل والمايونيز لا يمكن الاستغناء عنها يروي لنا (رشيد. ب) معاناته في شهر الصيام، باعتبار أن هوايته تصبح التجوال عبر الأسواق المختلفة و بعض المحلات التجارية الكبيرة "بمجرد عودتي من العمل أتوجه إلى السوق أحب التجوال فيه خلال رمضان فمن جهة أمضي وقتي، ومن جهة أخرى أقتني بعض الفلفل المرقد والزيتون بمختلف أنواعه، والفواكه التي تجذبني وتثيرني، ففي كل يوم أجد نفسي محملا بالعديد من الأكياس لدى دخولي إلى البيت ". وتتنوع رغبات أفراد العائلة الواحدة في شراء هذه المقتنيات مثلما يحدث مع عائلة السيدة (دليلة. ن)، التي تؤكد أن كل فرد في عائلتها المتكونة من 6 عناصر لديه ما يشتهيه في رمضان : " فالزوج يدخل محملا بأنواع مختلفة من الخبز، يكون مصير أغلبها القمامة، و الابن الأكبر لا يمكنه أن يستغني عن المشروبات الغازية، وإحدى بناتي تعشق الزلابية ويجب أن تكون حاضرة دائما في السهرة وابني الآخر لا يستغني عن الكاشير أو الباتي". أما (حكيم . س) فإنه يميل في هذا الشهر نحو كل المصبرات و المعلبات، إذ لا يدخل محلا ويخرج منه كما دخل، لأن أول ما يشتريه هو معلبات سمك التونة ومعلبات أخرى خاصة بلحوم البقر والدجاج، إلى جانب عدم استغنائه عن المايونيز، فمثلما يقول : " المايونيز لا بد منها في مائدتي و المعلبات الأخرى استغلها في السهرة وفي السحور، صراحة يزداد ميلي إلى هذه المواد خلال شهر رمضان أكثر من الأيام الأخرى". من جهتها تقول الآنسة (زينب. م): " أنا التي أهتم بالمطبخ في البيت ووالدي يطلب مني دائما أن أصنع له الفلان، فلا يمكنه أن يستغني عنه، فيطلبه بعد الإفطار و خلال السحور، هذا رغم أنه يعاني من داء السكري، أما والدتي التي تعاني أيضا من نفس الداء، فهي لا يمكنها أن تستغني عن تناول قلب اللوز". ميزانية أخرى تضاف إلى مصاريف رمضان شراء هذه المواد "الكمالية" يوميا، أصبح عادة لدى المستهلكين، الذين وبعد يوم من التجوال في السوق وعقب الإفطار، يجدون أنفسهم صرفوا الكثير من المال على كماليات، مثلما يرى (نسيم. م)، الذي لا يراقب نفسه في شهر رمضان ولا جيبه، حيث يقول : " عندما أريد شراء ما يعجبني في شهر رمضان لا يهمني أي شيء، لكن لما أقوم بإجراء حسابات صغيرة خلال السهرة، أجد نفسي قد صرفت الكثير وأقرر في ذلك الحين ألا أشتري مجددا، لكن في اليوم الموالي و بدون شعور تجدني أقوم بنفس الشيء". وتزداد ميزانية هؤلاء المهووسين التي تضاف إلى مختلف المصروفات الأخرى في هذا الشهر والتي تعد كثيرة جدا، وحتى وإن اشتكى هؤلاء من زيادة مصاريفهم، فإنهم يبقون مواظبين على هذه العادة، فالمهم بالنسبة لهم الاستمتاع فقط وإشباع الرغبات ولا تهم المصاريف، فهم يرون أن الفرد يصوم طيلة اليوم وبالتالي يحتاج إلى تعويض ما فقده من طاقة وميولاته التي يرى أنها تعوضه عن صيام يوم كامل. وتبقى هذه التصرفات خاصة بشهر رمضان، فعند البعض بالنسبة لهم هي هواية فقط، والبعض لا يشعر بما يقوم به عندما يكون صائما، مما يجعلهم يشترون دون رقابة ومنهم من يشتهي هذه المأكولات ولا يستغني عنها في رمضان، رغم أنه في الأشهر الأخرى لا يبالي بها.