استغربت لما نشرته إحدى الصحف مؤخرا منتقدة دور مصالح الأمن في مطاردة منتهكي حرمة رمضان، وكأن ما قامت به يصب في خانة التجاوزات! فقد اعتبرت أن ما تقوم به مصالح الأمن هو انتهاك لحرمة وحقوق المواطن الذي بدوره انتهك حرمة شهر رمضان الكريم، متناسية أن مثل هؤلاء انتهكوا مشاعر وحرمة الصائمين ورمضان معا في بلد دينه الإسلام. فعن أي حقوق يتحدث هؤلاء الذين يقودون التيار التغريبي في الجزائر؟ أليس القاعدة تقول بأنه كما للفرد حقوق تحفظ وتصان، فإن للجتمع حرمة وأعراف وقيم لا يسمح بانتهاكها، ومنتهك حرمة رمضان كمثير البلبلة في المجتمع والمخل بالنظام العام وهو ما يعاقب عليه القانون، وما مصالح الأمن إلا الهيئة الساهرة على تطبيق القانون وفرض احترامه. إن هناك رموزا وطنية ومقدسات لا يمكن التسامح بشأنها لأنها جزء منا وإذا ما فرطنا فيها تدريجيا وتساهلنا مع من يحاول التعدي عليها فإننا لا نستبعد أن نفقد كل شيء ولن نصبح ذوي قيمة ومكانة بين الأمم. ثم إن المبادئ الأساسية وثوابت الأمة لا نقاش فيها، صحيح أن الديمقراطية تضمن للفرد حرية الرأي والتعبير في كافة المجالات لكن يجب التأكيد أيضا أن هناك خطوطا حمراء لا يسمح بتجاوزها، حتى لا تتحول الديمقراطية إلى انتهاك للحريات نفسها.