اعتبرت جبهة البوليزاريو أنه لا يمكن اجراء مفاوضات جادة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية في ظل استمرار التعنت المغربي الرافض لقرارات الشرعية الدولية والمتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره· وأعربت جبهة البوليزاريو عن هذه القناعة بعد استماع أعضاء أمانتها الوطنية نهاية الأسبوع الى تقرير الوفد الصحراوي المشارك في الجولة الثالثة من مفاوضات منهاست التي جرت يومي 7 و 9 جانفي الجاري بالولايات المتحدة· وكان الاجتماع فرصة للرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز والأمين العام لجبهة البوليزاريو للتأكيد على أن المغرب انتهك مضمون اللائحتين 1754 و1783 الأمميتين واللتين نصتا على دخول الطرفين في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة وذلك بعدما تمسك المغرب بخطة الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض· وهو الأمر الواقع الذي ترفضه جبهة البوليزاريو وتطالب بدلا عنه بإجراء استفتاء لتقرير المصير يمكّن الصحراويين من تحديد مصيرهم وفق ثلاثة خيارات مطروحة وهي الاستقلال اوالإنضمام او قبول خطة الحكم الذاتي· لكن ذلك لم يمنع الصحراويين من الإعراب مجددا عن استعدادهم لمواصلة مسار المفاوضات والذهاب الى جولة رابعة كما تم الاتفاق عليه في اختتام منهاست 3 أملا في أن تفي هذه الجولة بالغرض وتفضي الى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره· وفي الوقت الذي نددت فيه جبهة البوليزاريو باستمرار القمع الوحشي المغربي ضد الصحراويين في المدن المحتلة قررت تركيز برنامجها لعام 2008 على دعم الانتفاضة الشعبية السلمية، كما جددت نداءها بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو لتشمل مجال حقوق الانسان·ويتزامن هذا النداء مع اعتراف المينورسو بتورط بعض أعضائها في تخريب آثار تاريخية صحراوية· وجاء في بيان صدر عن المينورسو تحت عنوان كتابات جدارية على مواقع ذات أهمية أثرية في الصحراء الغربية أنها ترجح ان يكون مرتكبو هذه الأعمال التخريبية ضباطا يعملون في مهام حفظ السلام ضمن بعثة المينورسو·وأضاف البيان أن جبهة البوليزاريو قد لفتت انتباه المينورسو إلى هذا الموضوع منذ منتصف العام الماضي وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال التخريبية ضد آثار انسانية· ويبدو أن هذه القضية لاقت آذانا صاغية على مستوى منظمة الأممالمتحدة، حيث كشف بيان المينورسو أن جوليان هارستون ممثل الأمين الأممي اتصل بجبهة البوليزاريو في مانهاست وقدم اعتذارات المنظمة عن التصرفات اللامسؤولة لعناصر المينوسرو كما تعهد بأن يتم فتح تحقيق في الموضوع بصورة معمقة والبحث عن إمكانية القيام بأعمال إصلاحية في المواقع الآثرية التي تعرضت للتخريب· وكانت تقارير إعلامية معززة بأدلة فوتوغرافية لعلماء آثار ومختصين إسبان وبريطانيين كشفت عن تورط عناصر من البعثة الأممية في الصحراء الغربية في أعمال تخريبية مست آثارا صحراوية وطالبت بتدخل عاجل لحماية هذا التراث الإنساني·