بعد تسجيل الزي الاحتفالي النسوي للشرق ب"اليونسكو"كشف البروفيسور سليمان حاشي، عن سعي الجزائر لتسجيل المزيد من العناصر المتعلقة بالهوية الثقافية الجزائرية، مثل الزليج واللباس القبائلي ومرفقاته بقائمة "اليونسكو"، مؤكدا أهمية حماية وتثمين التراث الجزائري الذي يعتبر رمزا من رموز الهوية الوطنية، ووسيلة مثلى لتعزيز أمننا الثقافي. نظم مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وفي علم الإنسان والتاريخ، ومنسق ملفات طلبات تسجيل التراث الجزائري غير المادي ب"اليونسكو"، البروفسور حاشي، رفقة مدير التعاون والتبادل الخارجي بوزارة الثقافة والفنون، نسيم محند أوعمر، أول أمس، بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، ندوة صحفية عقب إدراج "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. بالمناسبة، قال حاشي، إن الجزائر تمتلك تراثا ثقافيا غير مادي في غاية التنوع والثراء، يتطلب تسجيله في قائمة "اليونسكو" زمنا طويلا جدا، لهذا تقرر ضم العديد من عناصره في ملف واحد، وتسجيله بشكل جماعي، مثلما حدث مؤخرا، مع ملف "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير"، ومثلما كان عليه الأمر أيضا مع "الزي النسوي الاحتفالي للغرب الجزائري الكبير"، عملا بتوجيهات الرئيس تبون الذي طالب عام 2021، بتسجيل كلي للتراث الجزائري. وأضاف المتحدث، أن عملية تحضير ملف لتسجيل تراث غير مادي جزائري في قائمة "اليونسكو"، يتطلب مشاركة أطراف عديدة من المختصين من باحثين وخبراء وحرفيين، كما تأخذ وقتا طويلا قد يصل إلى أربع سنوات كاملة، مع ضرورة مراعاة الجوانب الثقافية والعلمية والاجتماعية والأنثروبولوجية والتاريخية وغيرها، لموضوع الملف المراد تصنيفه تراثا عالميا، مشيرا إلى إشرافه على تنسيق جميع هذه الملفات منذ عام 2008. وأشار المتحدث، إلى استفادة التراث المسجل في "اليونسكو" من رواج عالمي، وهو ما حدث مع تراث "ركب أولاد سيدي الشيخ"، الذي كان يشارك فيه 300 فارس، ليتزايد عددهم بعد أن تم تسجيله تراثا عالميا إلى 1200 فارس، ليؤكد أن تسجيل التراث يساهم في المحافظة عليه، علما أنه يجب تسجيله أولا على مستوى الوطن، من خلال جرده إذا كان تراثا ماديا والتعريف به في حال كونه تراثا غير مادي، ومن ثم العمل على تصنيفه في "اليونسكو". كما نوه حاشي بالاندماج الثقافي الذي تتميز به الجزائر، مقدما مثالا بارتداء عروس من عنابة مثلا، لجبة قبائلية، ما يساهم في توطيد فكرة الاندماج الثقافي، وحتى مفهوم الوطن، وكذا عن كون الجزائر أول دولة صادقت على اتفاقية 2003، المتعلقة بحماية الموروث الثقافي غير المادي، ليعود ويتحدث عن أهمية تطبيق استراتيجية تسجيل مجموعة من العناصر في ملف واحد، لتصنيفه عالميا، أي تطبيق المعيار الأنثربولوجي وليس المعيار الإثنوغرافي في هذه العملية. وتابع أنه عوض تسجيل عنصر واحد مثلا، في كل عام ك«القندورة"، تم تسجيل الزي الاحتفالي النسوي في الشرق الجزائري الكبير، الذي يضم الاحتفالية والزي والحلي وحتى الماشطة، وهو ما سيعزز تراثنا ويعرفه إلى العالم. مضيفا أنه سيتم تطبيق نفس الاستراتيجية بالنسبة لملف الزي النسوي القبائلي، الذي يضم عناصر أخرى، مثل الحلي. واعتبر حاشي أن مشاركة المجتمع المدني في تحضير مثل هذه الملفات مهم جدا، بل ضرورة لا مناص منها، لينتقل إلى موضوع طلب التسجيل المستعجل لكيالي الماء في "اليونسكو"، وهو جزء من تراث الفوقارة المسجل بأكمله في التراث الوطني. ليذكر قائمة التراث غير المادي الجزائري المسجل في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة، صنف تراث ثقافي غير مادي وهي أهليل، اللباس النسوي لمنطقة الغرب، سبوع تيميمون، سبيبة، كيالو الماء، الزي النسوي للشرق، الإمزاد، الكسكس، والراي، في خطوة يُهدف منها الحفاظ على الهوية الوطنية والتعريف بعناصرها الى العالم. من جهته، أكد محند أوعمر أهمية تسجيل تراثنا في "اليونسكو"، خاصة وأننا نعيش في عصر العولمة وشبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى وضع ملف الزليج على طاولة "اليونسكو"، وهو قيد الدراسة والبحث، بالإضافة إلى ملفات أخرى، علما أن الجزائر في كل سنة، تقترح تسجيل عنصر غير مادي من تراثها في قائمة "اليونسكو". للإشارة، تتشكل اللجنة المكلفة بإعداد الملف الخاص بالزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير، من مريم قابلية، حسين طوطاو، بركاهم فرحاتي، عبد المجيد بوصلب، عقيلة جليد، نهى زبيقة، عمر حاشي، فؤاد عزي، عبد الرزاق أمغشوش، مريم سعيداني، دحو قيتوني، لمياء مسيلي، فتيحة لواليش، فاطمة الزهراء قشي وسليمان حاشي.