وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس رسالة تحذيرية إلى الغرب عموما وإسرائيل خصوصا من مغبة القيام بأي محاولة لضرب منشآت بلاده النووية وذلك عشية خطابه المرتقب اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ففي خطاب ألقاه أمس بمناسبة الاستعراض العسكري السنوي للقوات المسلحة الإيرانية أكد الرئيس نجاد أنه "لن تجرأ أية قوة في العالم على التفكير في مهاجمة بلاده". وقال "قواتنا المسلحة ستقطع يد كل من يريد في أي مكان من العالم إطلاق رصاصة واحدة على إيران قبل حتى أن يضغط على الزناد" لكنه بالمقابل أكد أن استراتيجية بلاده دفاعية فقط ولا تهدد أحدا. وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني في رد واضح على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي لم يستبعد إمكانية شن ضربة عسكرية ضد إيران وأكد أن إسرائيل لن تسمح لطهران بامتلاك القنبلة النووية. وتعددت رسائل الرئيس نجاد في هذا الخطاب بين التحذير والتحدي بعدما دعا إلى رحيل القوات الأجنبية المتواجدة في المنطقة في إشارة واضحة إلى الوضع في العراق وأفغانستان وقال "أنصحكم بالعودة إلى بلادكم وباستخدام نفقاتكم العسكرية الباهظة من أجل حل مشكلات شعوبكم هذا سيكون أفضل لكم". وأضاف "كما رأيتم في العراق وأفغانستان فإن شعوب المنطقة معادية للوجود الأجنبي ومن المستحيل أن يكون للقوى الأجنبية قواعد عسكرية على المدى البعيد في المنطقة". وليس ذلك فقط فقد أكد أن الشعب الإيراني لن يساوم على حقوقه المشروعة في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية وقال "على العالم أن يعرف أن الشعب الإيراني سيدافع بقوة عن حقوقه وعن أرضه". وهو ما يجعل هذا الموضوع من أهم النقاط التي سيركز عليها في خطابه المرتقب اليوم أمام الجمعية العامة الأممية بنيويورك. وسبق خطاب الرئيس نجاد إعلان علي أكبر صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عن تمكن العلماء الإيرانيين من صنع جيل جديد من أجهزة الطرد المركزية ذات قدرات عالية تمهيدا لتخصيب اليورانيوم. وأضاف أن هؤلاء العلماء يختبرون الآن سلاسل تحتوي على 10 أجهزة طرد مركزية تزيد قدراتها خمس مرات عن تلك الموجودة حاليا. وليس ذلك فقط فقد أكد المسؤول الإيراني اعتزام بلاده مضاعفة قدرات هذه الأجهزة عشر مرات في تحد واضح للدول الغربية التي تسعى إلى حمل طهران على التخلي عن أنشطة تخصيب اليورانيوم. ويأتي الكشف عن هذه الإنجازات قبل أيام فقط من الاجتماع المرتقب عقده بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا في الفاتح أكتوبر القادم لبحث المقترحات التي عرضتها طهران لتسوية ملفها النووي الذي زاد الجدل حوله. وهي المحادثات المقررة أن تحتضنها تركيا وستكون الأولى التي تجرى على مستوى رفيع حول هذا الملف منذ انتخاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما أواخر العام الماضي. وتشير تصريحات رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية إلى أن طهران لا تنوي مناقشة مسألة تخصيب اليورانيوم خلال هذا الاجتماع وستركز فقط على المقترحات التي وضعتها. وكانت إيران التي أعربت عن استعدادها للتحاور مع الغرب أكدت أن ملفها النووي قد أغلق نهائيا ولا يوجد هناك ما يناقش بخصوص هذه المسألة. وتشتبه القوى الغربية في أن إيران تسعى لامتلاك القنبلة النووية تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران. ويثير تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية خاصة في مجال تطوير برامج صواريخ بالستية قلق القوى الكبرى أيضا. للإشارة فإن الجيش الإيراني عرض أمس أنظمة دفاع مضادة للصواريخ وصواريخ "شهاب 3 " كما عرض للمرة الأولى صواريخ "سجيل" المؤلفة من طبقتين والتي يبلغ مداها حوالي ألفي كلم فيما حلق فوق العرض سرب من طائرات الصاعقة المحلية الصنع. وقد علقت على الآليات العسكرية لافتات كتب عليها الشعارات التقليدية "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا".