الجزائر متضامنة مع بلدكم الصديق في هذا الظرف الأليم    المخزن يوفر الحماية للمافيا ويقمع محاربي الفساد    اليقظة والسرعة في معالجة مسائل الحياة المدرسية    حمس تنظم الملتقى الوطني السنوي لرؤساء المكاتب الولائية    سعداوي يقييم مجريات الفصل الأول من السنة الدراسية    حيداوي يسلّم بن مولود أحسن المشاريع    2025.. حركية اقتصادية مرتقبة في مختلف القطاعات    منجم الزنك والرصاص.. قاطرة الصناعات التحويلية    فتح رأس مال بنك التنمية المحلية في 20 جانفي    فتح رأسمال بنك التنمية المحلية في 20 جانفي 2025    أعوان الرقابة بمديريات التجارة يقومون بخرجات ميدانية    الأزمة تشتد في غزة    إدانة الحملة الشرسة ضد الحقوقي المغربي عزيز غالي    الهجمات الصهيونية في اليمن انتهاك صارخ للقانون الدولي    جمعية استثنائية للفاف    حمزة ثالثاً    كرة القدم/ كاس العرب فيفا 2025 : اقامة الطبعة الثانية من المنافسة من 1 الى 18 ديسمبر بقطر    حريق بمستودع لتصنيع الفلين وتخزين الأعلاف    توقيف 21 شخصا محل بحث    فتح الترشّح لجائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي"    تفاصيل الخيانة الكبرى من قبل سلطان المغرب للأمير عبد القادر    2024 : القضية الفلسطينية في صلب أهم التظاهرات الثقافية والفنية في الجزائر    قراءة صحيح البخاري بجامع الجزائر    افتتاح مجلس قراءة الجامع الصحيح للإمام البخاري    الجزائر العاصمة : وقفة دعم وإسناد للشعب الفلسطيني    معرض "اكسبو2025" : مداحي تطالب بتمثيل نوعي ومتنوع للجزائر    الأيام الجراحية الخامسة لطب وجراحة العيون..عمليات جراحية مجانية لفائدة 160 مريضا بباتنة    قسنطينة.. توزيع أزيد من 10 آلاف سكن من مختلف الصيغ خلال 2024    الولايات المتحدة الأمريكية : 10 قتلى و30 جريحا بحادثة دهس وإطلاق نار في نيو أورلينز    الاتحاد العام للعمال الجزائريين : إشادة بالمكاسب المهنية والاجتماعية التي حققتها الجزائر    مجلس الأمة: فوج العمل المكلف بالنظر في مشروعين قانوني البلدية والولاية ينهي أشغاله    جائزة رئيس الجهورية للمبدعين الشباب "علي معاشي" : الشروع في استقبال المشاريع    اهتمام بالغ توليه السلطات العمومية لتطوير الفن السابع.. مكاسب كبرى للسينما الجزائرية في 2024    الطبعة ال17 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف : "سفينة كاليدونيا" تفتك الجائزة الكبرى    انعكس إيجابا على معدل النمو وتحسن في مناخ الاستثمار..الجزائر شهدت تطورا اقتصاديا هاما خلال سنة 2024    مجلس الأمن الدولي : الجزائر ترافع بصرامة وتفان عن القضايا العربية والإفريقية    إن اختيار الأسماء الجميلة أمر ممتع للغاية    الإفراج عن قائمة الصيدليات الخاصة الاحتياطية    تحديد تاريخَي 11 جانفي و1 فيفري للانعقاد    المقاومة في كل تجلياتها    تتويج "سفينة كاليدونيا" بالجائزة الكبرى    حصيلة مقبولة والهجوم نقطة ضعف مؤرقة    مواجهات مثيرة في البرنامج    الفريق أول السعيد شنقريحة يهنئ كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي بمناسبة حلول العام الجديد    برج بوعريريج: افتتاح سوق جديد للسيارات و المواشي    2024, عام مثمر في قطاع الفلاحة بالجزائر    كرة القدم/كأس الكنفيدرالية (المجموعة 4-الجولة 4) : اختيار الحكم الجزائري لحلو بن براهم لإدارة لقاء نادي المصري - الزمالك    الدورة الوطنية عبد الحفيظ بوالصوف لكرة اليد "إناث" : تتويج منتخب الرابطة الجهوية الجزائر"2" بالنسخة ال29    النعامة: تساقط أولى الثلوج لموسم الشتاء    الدفاع المدني في غزة: أكثر من 1500 خيمة تؤوي نازحين غمرتها مياه الأمطار في القطاع    إصابة عدد من الفلسطينيين في قصف صهيوني على غزة وخان يونس    جامع الجزائر : افتتاح مجلس قراءة الجامع الصحيح للإمام البخاري ابتداء يوم غد الاربعاء الفاتح لشهر رجب    "كناص" البليدة تطرح بطاقة ال"شفاء" الافتراضية    حاجي يدعو إلى التركيز على إنتاج أدوية مبتكرة    ظاهرة الغش والاحتيال تنتشر بين التجّار    التركيز على إنتاج أدوية مبتكرة تماشيا مع التوجهات للدولة    وعد بتكفل فوري وفعال لانشغالاتهم.. حاجي يدعو المتعاملين لإنتاج أدوية مبتكرة تلبي    هذه هي المكاسب المهنية والمادية لمستخدمي الصحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقاومة أساسها الوعي لمجابهة الراهن العربي المتردي
ندوة "القضية الفلسطينية وثقافة المقاومة" بالمكتبة الوطنية
نشر في المساء يوم 30 - 12 - 2024

نظمت المكتبة الوطنية بالحامة، أول أمس، بالتعاون مع المؤسسة الجزائرية للإعمار في فلسطين، ندوة بعنوان "القضية الفلسطينية وثقافة المقاومة"، إحياء للذكرى 46 لوفاة الرئيس هواري بومدين، أجمع المشاركون فيها على أهمية الوعي للتصدي للراهن البائس، وإحباط كل المخططات التي لا تستهدف فلسطين وحدها، بل تحاك لتدمير الأمة العربية كلها.
أشار الأستاذ حازم نصر الدين، رئيس المؤسسة الجزائرية للإعمار في فلسطين، في كلمته، إلى أن الجزائر قدمت قوافل من الشهداء على مذبح الحرية، مؤكدا أن المقاومة هي فكرة يتبعها العمل والتنفيذ، كما أن المناسبات، حسبه، ماهي إلا محطات للتذكر والعبر، وهي أيضا فرص للاستفادة من مواقف الرجال والدول، ولإحياء قيم التحرر والوقوف في وجه الظلم عند الجيل الصاعد.
جهود مؤسسة الإعمار
عن مؤسسة الإعمار، قال المتدخل، إنها فكرة تجسدت بفضل جهود الرجال والنساء والشباب، من منطلق دعم الموقف الرسمي للدولة في نصرة القضايا العادلة، وفي طليعتها قضية فلسطين، وفي 25 جانفي 2023، التقت أزيد من 80 منظمة وجمعية واتحاد ونقابة، لتعلن عن نية دعم وإعمار فلسطين، مع تثمين الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في دعم ونصرة القضية الفلسطينية رسميا وشعبيا، إضافة إلى الدعم في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والتاريخية والرياضية والإعلامية، والتذكير بدور المجتمع المدني في دعم المواقف السياسية والإنسانية، التي اتخذتها الجزائر اتجاه القضايا العادلة عبر العالم، منها القضية الفلسطينية.
ومما ذكر المتحدث أيضا، تثمين إعلان الجزائر حول المصالحة الفلسطينية، برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، وكذا تأسيس هيئة للمتابعة والتنسيق، لإنجاح أي عمل للدعم والإعمار، ودعوة جميع الخيرين في الجزائر للانخراط والمساهمة في دعم وإعمار فلسطين، كما أعطى المتحدث حجم الخسائر التي سجلت ميدانيا في غزة، منها مثلا، تدمير 821 مسجد و3 كنائس و161.500 سكن و280 مستشفى ومؤسسة صحية و133 مدرسة، وغيرها من الخسائر، مستعرضا المشاريع المستعجلة، منها دورات المياه المتنقلة بتكلفة 250 ألف دينار، وأسطوانات الأكسجين لمستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون ب200ألف دينار.
الخطاب الإعلامي العربي انخفض سقفه
كما ألقى الأستاذ يوسف شنيتي، بالمناسبة، محاضرة بعنوان "المقاومة والخطاب الإعلامي العربي بعد طوفان الأقصى"، قال فيها، إنه لا يمكن تجاوز ثقافة المقاومة حتى بعد مرور 14 شهرا من اندلاع "طوفان الأقصى"، لكنه أشار إلى أن الحديث الإعلامي الآن، عن ما يجري في غزة خف، والسقف لم يعد عاليا، وأصبحت كلمة "7 أكتوبر" تقال بدل "الطوفان".
تساءل المتحدث عن "جدوى وجود مقاومة في وسط كل ذلك الدمار، وأمام سقوط العواصم العربية"، مستحضرا الظروف المشابهة التي عرفتها الأمة العربية فيما سبق، لكن الوعي بقي قائما معلقا "نحن نشأنا في سياق غير هذا السياق، كانت فيه القومية العربية مزدهرة والمد الناصري واليساري العربي في أوجه، كانت هذه الفترة مساندة لكل حركات التحرر في مدها الأقصى، كما كان الخطاب الإعلامي العربي ترجمة للخطاب السياسي، وأحيانا متقدما عليه في بعض قضايا الأمة، خاصة مع احتلال فلسطين".
توقف المحاضر عند بعض المحطات الكبرى في التاريخ العربي المعاصر، منها حرب 67، التي سماها الإعلام بالنكسة، وقبلها النكبة في سنة 1948، ودور جمال عبد الناصر في حرب الاستنزاف وبناء الجيش المصري، ثم الانتصار في حرب 73، ليؤكد أن ثقافة المقاومة كانت دوما مرتبطة بمعركة الوعي، كما استشهد الأستاذ شنيتي بكتابات الراحل ادوار سعيد، منها "الثقافة والمقاومة" و«الاستشراق" و«الثقافة الإمبريالية"، التي عرى فيها المنظومة الغربية. أضاف المتحدث، أن الارتباك، خاصة على مستوى الإعلام العربي، ظهر بعد اتفاقية "كامب دايفد"، نتيجة الصدمة التي أوقعها الراحل السادات في كل الدوائر العربية والغربية وغيرها، ليحصل بعدها الشرخ وتتبدل المصطلحات، ليتحول الوطن العربي للعالم العربي، ثم إلى الشرق الأوسط، ثم الأقطار العربية، وبعدها لدول مطبعة، وأخرى غير مطبعة، وأخرى في المناطق الوسطى بين بين وهكذا، ليقول إنه ليس من السهل أن تكون مقاوما في هذا الراهن المتردي، الذي ساد فيه الخنوع والعبودية.
فصل المتحدث في الكثير من الأحداث، منها سقوط بغداد في 2003، وقبلها حصار بيروت، وصولا إلى الاعتداء على بعض الأراضي السورية حاليا، والتي كانت قد تحررت في حرب 1973، ليبقى الإعلام العربي في كل ذلك، يتبنى السردية الغربية ويحصر الصراع مثلا، بين إسرائيل وحماس، وكذا اعتماد لغة الأرقام التي هي أسوء ما في لغة الإعلام، لأنها تحتمل أكثر من قراءة، كذلك اعتماد مصطلح "غلاف غزة" مثلا، الذي هو مصطلح إسرائيلي. خلص المتحدث، إلى أن الصراع اليوم، ليس ضد فلسطين وحدها، بل المؤامرة تحاك ضد الأمة العربية كلها، داعيا إلى استغلال ما حققه "طوفان الأقصى"، وأثره على الرأي العام الشعبي الغربي.
"الموسطاش" ظل وفيا لفلسطين
بدوره، تناول الأستاذ محمد ديلمي في محاضرته، موضوع "فلسطين والقضية الفلسطينية"، وكيف أن الراحل هواري بومدين ظل وفيا لها، كونه بقي وفيا أيضا لمبادئ الثورة الجزائرية ومنهجها، مؤكدا أنه كان دوما يستحضر ذكريات الثورة وتضحيات شعبنا، وكان يشعر بالسعادة وهو بين صفوف الشعب، من طلبة وفلاحين.
ذكر المحاضر أيضا، أن بومدين كانت له نظرة استشرافية، لذلك كان يقف وقفة رجل في كل قضية وموقف، من ذلك استقباله لياسر عرفات وأبو إياد وأبو جهاد في 1964، قائلا لهم "أطلقوا أول رصاصة وسنكون معكم"، وظل في كل مناسبة يدافع عن فلسطين، من ذلك مؤتمر الرباط في 74، حين تآمر العرب على فلسطين وفرض الوصاية عليها، فارضا منظمة التحرير كممثل وحيد لها، ثم موقفه من الملك حسين، بعد أحداث أيلول الأسود، حين رفض مصافحته، وغيرها الكثير من المواقف، مؤكدا أن شهامة بومدين تعيشها الجزائر اليوم.
للإشارة، أقيم على هامش الفعالية، معرض وثائقي ببهور المكتبة الوطنية، ضم الكثير من الصور والكتب والمجلات، بمناسبة الذكرى 46 لرحيل هواري بومدين، تدوم فعالياته حتى 6 جانفي الداخل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.