تعتبر الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة، فرصة لإحياء العادات والتقاليد، التي تعبر عن هوية وأصالة المجتمع الجزائري، من أجل ذلك، تسارع غرفة الصناعات التقليدية، تحسبا ل12 جانفي، إلى تنظيم أكبر تظاهرة احتفالية تجمع 30 حرفيا، يبرزون من خلال معرض مفتوح للجمهور من 6 إلى 9 جانفي الجاري، ما تزخر به مدينة الورود من تقاليد، تترجم مدى تمسكهم بهويتهم. قال مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية البليدة، محمد رابح، في تصريح ل"المساء"، على هامش التحضير للاحتفالات الخاصة بالسنة الأمازيغية الجديدة، إن الغرفة تولي لمثل هذه الاحتفالات اهتماما خاصا، كون المناسبة فرصة للكشف عما تزخر به الولاية من عادات وتقاليد الاحتفال بها، وكذا لربط الجيل الجديد بهويته وأصالته، مشيرا إلى أن غرفة الصناعات التقليدية تنظم كل سنة، معرضا مفتوحا للجمهور، يجمع عددا من الحرفيين، يبرزون أهم العادات والتقاليد التي كانت ولا تزال الأسرة البليدة، تحييها عند الاحتفال بهذه المناسبة، حيث يتم عرض الأكلات ولألبسة التقليدية والأنشطة الحرفية، كما يتم أيضا بالموازاة مع هذا، تنظيم مسابقات، كمسابقة أحسن طبق تقليدي، لخلق التنافسية بين الحرفيين وتشجيعهم على التمسك بالأكلات التقليدية، التي لطالما عرفت بها العائلات البليدية، وكذا مسابقة لأحسن منتج في مجال الحلويات التقليدية، التي عادة ما يتم تحضيرها بالمناسبة، ويتطلعون من ورائها إلى التفاؤل بسنة سعيدة وخيّرة. من جهة أخرى، أوضح المتحدث، أن المعرض سيكون أيضا فرصة لتمكين الحرفيين من الالتقاء فيما بينهم، وكذا الترويج لمنتجاتهم وبيع المنتجات الطبيعية والمشغولات اليدوية وبعض المعجنات وأنواع المربى، والتعريف ببعض العادات والتقاليد عند الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، التي تنفرد بها الولاية، لافتا في السياق، إلى أن غرفة الصناعات التقليدية تعمل في إطار الاحتفالية، على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الحرفيين في مجال تسيير المؤسسات، والذي يدخل في إطار البرنامج المسطر من طرف الغرفة، إلى جانب دورات تكوينية في مجال الطرز الإلكتروني، والتعريف بالخدمات التي تقدمها الغرفة في مجال التأهيل والإدماج في عالم الحرف. وردا على سؤال "المساء" حول رقمنة القطاع، أوضح المتحدث، أن غرفة الصناعات التقليدية، تسعى من خلال مثل هذه المعارض أيضا، إلى التوعية بأهمية أن تكون لكل حرفي بطاقة حرفي بيومترية، تنفيذا لالتزامات الحكومة، الرامية إلى رقمنة كل القطاعات، مؤكدا أن المساعي لا تزال جارية من أجل تمكين كل الحرفيين من بطاقة حرفي بيومترية، والاستفادة من مختلف المزايا التي تؤمنها هذه البطاقة، مشيرا في السياق، إلى أن من أهم الامتيازات التي تؤمنها، استفادة الحرفيين من المشاركة في المعارض التي يتم تنظيمها خارج الولاية، ومن بينها مثلا، الصالون الوطني للحرف، الذي أقيم مؤخرا بولاية وهران، وعرف مشاركة أربعة حرفيين من ولاية البليدة، في مجال الزيوت العطرية وصناعة الزرابي والسيراميك وصناعة الحلويات التقليدية، وكذا تحضير أربعة حرفيين آخرين للمشاركة في الصالون الوطني للحرف، المزمع تنظيمه بولاية تيزي وزو.